تأتي مليونيات التحرير للتأكيد علي أهداف الثورة.. وتذكيراً بمطالبها واصرار شباب مصر علي استمرارها سلمية بدون عنف.. بعيدة عن الفوضي.. وبدون اعتصام أيضاً. لذلك يجب علينا ألا نخشاها.. وأن نثق في أولادنا الذين أثبتوا أنهم مفخرة مصر دعاة حرية وعدالة.. وأنهم حريصون علي مستقبل مصر وأمنها ووحدة شعبها وأرضها.. وتأكيدهم أن مليونيات التحرير مهما كان عدد المشاركين فيها لن تخرج عن كونها وسيلة سلمية لتحقيق مطالبهم التي تعبر عن رغبة وأحلام وطموحات كل المصريين المخلصين. حتي عندما تركت العملية التنظيمية للشباب.. كانوا علي مستوي المسئولية.. ولم نجد تجاوزات أو خلافات تفسد تجمعهم.. ولم تحدث مشكلات تعكر صفو المجتمع.. وانتهي تجمعهم بسلام بعد أن عبروا عن رأيهم في بعض القضايا المثارة.. وأكدوا علي مطالبهم.. بعدها رحل الجميع دون اعتصام بالميدان يعطل حركة المرور.. أو يعيق العمل بالمصالح والجهات الموجودة بالميدان.. ويأتي اختيارهم يوم الجمعة لهذه المليونيات ليكون بعيداً عن تعطيل الانتاج أو العمل. علينا الا نخشي هذه التجمعات وأن وصلت إلي مليونية.. لانه علينا أن نثق في شبابنا الذين أزاحوا كابوس الظلم والاستبداد وأسقطوا رموز الفساد باصرار الشجعان وعزيمة الابطال.. ضحوا بدمائهم وارواحهم من أجل مصر ومستقبل أبنائها.. وعلينا أيضا أن نستجيب لمطالبهم ونعمل علي تحقيق أهداف الثورة التي كانت من قبل أحلام لنا.. عجزنا عن تحقيقها. هؤلاء هم مستقبل مصر وصورتها المشرقة.. علينا أن نترك لهم الراية مرفوعة خفاقة في سماء العزة والكرامة.. ولا ندع المتربصين يقفزون علي ثورتهم أو يسرقون أحلامهم.. لأنهم لن يرضوا بهذا.. ولن يحيدوا عن أهداف ثورتهم الرائعة.. وعلينا أن نحمي الثورة بحكمة شيوخنا وخبرة رجالنا المخلصين. ونعبر بهم المرحلة الانتقالية من عهد الفساد والاستبداد إلي عصر الحرية والعدالة الاجتماعية والتنمية.. وتحقيق الأمن والأمان في ربوع مصر والحفاظ علي كرامة أبنائها.