أكد المستشار إبراهيم بوملحة رئيس اللجنة المنظمة لجائزة دبي للقرآن الكريم ان الأزهر يمارس دوره الرائد منذ ما يزيد علي 1000 عام في نشر الثقافة الإسلامية السمحاء. قال في حوار ل "المساء الأسبوعية" من دبي إن الوسطية تمثل السبيل الوحيد لاقتلاع التطرف الذي يستهدف جميع شعوب العالم بلا استثناء. وصف الغلو في الدين بأنه ينفر الآخرين من الشريعة الإسلامية التي تدعو إلي قبول الآخر والتعايش معه مؤكدا علي ضرورة تلاحم وتعاون جميع المؤسسات ودعم بعضها البعض في الدفاع عن القرآن ونشره والتشجيع علي حفظه. أوضح ان الجائزة نجحت علي مدار 18 عاما في اجتذاب الشباب المسلم بالالتزام بالدين الإسلامي وبذل الجهد والوقت في حفظ وتجويد القرآن الكريم كما انها استطاعت إعداد الكوادر المؤهلة القادرة علي مواجهة الأفكار المعلومة وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي ترشحت في عقول الكثيرين بسبب بعض التصرفات البعيدة كل البعد عن تعاليم وصحيح الدين. * لا شك اننا بحاجة ماسة إلي منظومة متكاملة للتصدي لكل الممارسات غير المسئولة التي تسيء للإسلام.. كيف ترون دور الأزهر في المرحلة القادمة؟ ** كلنا يعي الدور الرائد والتنويري الذي يمارسه الأزهر منذ أكثر من 1000 عام وتصديه المستمر ومواجهته لكل أشكال التطرف في الدين والغلو في المعتقدات من خلال نشر صحيح الدين ووسطية العقيدة.. وهذه المؤسسة الوطنية لا تنفصل عما يدور حولنا من تحديات جمة تستهدف شعوب العالم الإسلامي وبالطبع دورها الإقليمي والعالمي ولديها كوادر صدرت علوم الإسلام إلي مشارق الأرض ومغاربها. والأزهر علي امتداد العصور بعلمائه وأفكاره تصدي للكثير من الهجمات الشرسة التي أرادت النيل من الإسلام والإساءة له بمحاولة تصويره علي غير حقيقته التي تقوم علي الرحمة والتسامح والتآلف وقبول الآخر.. ومما لا شك فيه ان أساتذة الأزهر الذين عملوا في كثير من البلدان العربية والإسلامية استطاعوا بناء صروح ومؤسسات علمية تواجه الأفكار الهدامة. علاقات وروابط * هل هناك تعاون بين الأزهر والقائمين علي جائزة دبي؟ ** يوجد تعاون وثيق ومستمر لأن تقوية العلاقات والروابط ضرورة ملحة في الوقت الراهن فهناك الكثير من القضايا التي تتطلب منا العمل المشترك من أجل خدمة شعوبنا الإسلامية والأزهر دائما عون للجائزة في أداء رسالتها في خدمة القرآن الكريم.. وأيضا نعول كثيرا علي القناة الفضائية التي يطلقها الأزهر في بناء جسور التواصل مع الديانات الأخري ولترسيخ ثقافة الحوار والتفاهم لنشر المفاهيم الصحيحة عن الإسلام. هذه المرحلة الفاصلة في تاريخ الأمة العربية تحتاج لجهود كل المؤسسات الدينية والثقافية والتعليمية للعمل في تنسيق منظومة متكاملة من أجل إعداد أجيال قادرة علي العمل والعطاء والاهتمام بكل ما يتعلق بكتاب الله. * قامت الجائزة باختيار د. أحمد الطيب شخصية العام الإسلامية فما أسباب الاختيار؟ ** جائزة الشخصية الإسلامية هي تكريم لأهل العلم والعلماء لتميزهم في خدمة الإسلام والمسلمين والقرآن الكريم وأهل العلم والفضل لا يستحقون التكريم فقط ولكن يستحقون أن تحفر أسماؤهم في سجلات التاريخ تقديرا لما قدموه للإنسانية من خير. وفضيلة الإمام د. أحمد الطيب شخصية ذات أثر وتأثير في قلوب المسلمين ويضطلع بمهام ومسئوليات كثيرة في خدمة الإسلام والمسلمين كما انه يمثل مرجعية كبيرة لعلماء المسلمين وللشعوب الإسلامية ويقوم بالكثير من الجهد والعمل الذي هو امتداد لعمل الأزهر تاريخا وعلماء دعوة. فالأزهر الشريف له مكانة لما قدمه عبر تاريخه لأبناء المسلمين من مجال لدراسة العلوم وما وفره لهم من إمكانيات مادية ومعنوية تتمثل في رعايتهم ومجانية التعليم والإقامة.. باختضار د. الطيب يحمل بين جنبيه من تاريخ الأزهر وعلمه وما يمتاز به من وسطية واعتزال في نشر رسالة الإسلام السمحة الكريمة. حماية الشباب * ما هو الدور الذي تقومون به لحماية الشباب المسلمين المستهدف من العناصر المتطرفة؟ ** علي مدي 18 عاما هي عمر جائزة دبي للقرآن الكريم ونحن نعمل من أجل حماية الشباب العربي المسلم ونسخر كل الإمكانيات والطاقات للدفاع عن القرآن ونشره وتشجيع الشباب علي حفظه فلا نريد أن يقع أبناؤنا فريسة للتطرف ولذلك نركز علي الكثير من الأنشطة والفاعليات والمسابقات التي وصلت إلي 12 فرعا وذلك بهدف تحفيز الأجيال الناشئة علي الالتزام بالدين الإسلامي وإدراك واجباتها تجاه عقيدتها ورسالتها الإسلامية أيضا خلق روح التنافس والتشجيع علي بذل المزيد من الجهد والوقت في الحفظ والتجويد والتلاوة. لدينا أيضا برامج للمحاضرات والندوات التي يديرها مجموعة منتقاة من الدعاة والعلماء من جنسيات مختلفة وجميعهم يساهمون في نشر الثقافة الإسلامية الوسطية فالغلو في الدين ينفر الآخر ويعطي صورة غير حقيقية عن مفاهيم وتعاليم الدين. * ما مدي التعاون بينكم وبين الجهات المماثلة في دول العالم بما يحقق الأهداف المشتركة؟ ** توحيد الجهود مطلوب لتنمية العمل وتطويره وللتصدي لكل ما يحيط بنا من أخطار أو تحديات ومن ثم فالزيارات مستمرة لطرح الرؤي والأفكار والمقترحات ومن خلال المؤتمر العام لرابطة الجوائز استفدنا كثيرا وأفدنا الآخرين تقوية العلاقات والروابط والعمل في إطار رؤية واحدة يصب في خدمة القرآن والثقافة الإسلامية. فنحن جميعا أصحاب رسالة دينية وأخلاقية تهدف للتأكيد علي الإسلام دين العدل والمساواة والخلق القويم.. وجائزة دبي للقرآن الكريم تعمل علي تعزيز انتماء المجتمع للقرآن لأنه يمثل المنهج الصحيح لحياة المسلم. زيادة المشاركين * كيف ترون إقبال الشباب العربي علي المشاركة في برنامج الجائزة؟ ** في كل عام يزداد أعداد المشاركين وهو ما يؤكد اننا نجحنا في الوصول إلي شبابنا وتحفيزهم علي المشاركة ووجود حوالي 90 متسابقا في كل عام ليس عدداً بسيطاً خاصة وانه يقتصر علي فرع واحد هو حفظ القرآن الكريم وهذا يبين مدي انتشار الجائزة وإقبال الشباب عليها خاصة في هذه المرحلة العمرية الصغيرة لأن أعمارهم لا تتجاوز ال 21 عاما. وهدفنا أيضا تأهيل الفائزين بحيث يكون لدينا كوادر قادرة علي تعليم الأجيال الناشئة لقد استطاعت الجائزة بفروعها المتنوعة أن تسبق كثيرا من المسابقات والجوائز المماثلة. * إلي أي مدي يساهم الإعلام في توصيل رسالتكم؟ ** الإعلام ركن أساسي من أركان نشر الثقافة الإسلامية ولا أحد يستطيع أن يغفل دوره ورسالته في هذا العمل الحضاري والإنساني الذي تتبناه دبي وهو ما يؤكد اننا جميعا نسير في الاتجاه الصحيح.. وكذلك مشاركة أبناء المسلمين من الدول غير الإسلامية يؤكد اننا استطعنا الوصول إليهم وذلك بفعل وسائل الإعلام.. لدينا متابعون يقدرون بالملايين في أنحاء العالم يهتمون بالتفاعل معنا عبر المشاهدة الفضائية.