رحل زوجها بعد سنوات قليلة من زواجهما لتجد نفسها أرملة وأم لطفلة صغيرة وهي مازالت في العشرين من عمرها كل دخلهما معاش 40 جنيها. بحثت عن عمل يناسبها فلم تجد فاضطرت للزواج ممن وعدها أن يراعي الله فيها ويصبح أبا بديلا لابنتها ولكن بعد الزواج كشف عن وجهه الحقيقي فلم يكن يشارك في نفقاتهما الا بالقليل فظلت معتمدة علي المعاش الذي أخذ يزداد تدريجيا ولم تكن تعرف أنه لم يعد من حقها بعد الزواج وعندما علمت وعزمت علي اخطار التأمينات منعها زوجها بشدة وأخبرها انه سيكون مصيرها السجن وتشريد ابنتها ولن يكتفوا بسداد المبلغ الذي صرفته منذ زواجها فلم يكن أمامها سوي الاستجابة له. أخذت معاملته تزداد سوءا لها وابنتها وهي صابرة مستسلمة لأنهما ليس لهما مأوي اخر ولأنه أصبح يهددها في كل لحظة بإبلاغ التأمينات عنها. مضت بها السنون ثقيلة حتي انتهت رسالتها تجاه ابنتها التي انهت دراستها والتحقت بوظيفة ثابتة ثم تزوجت واستقلت بحياتها. هنا بدأت تطلب من زوجها تسريحها بإحسان بعد أن اشتد ايذاؤه لها لدرجة اصابتها بعاهة مستديمة ولكنه رفض فإنتقلت للإقامة عند إبنتها ورفعت ضده قضية خلع فكان رده إبلاغ التأمينات عنها فاتخذت ضدها الاجراءات القانونية وتم احالتها لمحكمة الجنايات بتهم تبديد واختلاس مال عام وتزوير في أوراق رسمية وطالبتها برد 67 ألف جنيه. عجزت بالطبع عن السداد وصدر حكم بسجنها وتم بالفعل حبسها شهرين وأفرج عنها بشكل مؤقت بعد أن حصلت ابنتها علي قرض قيمته 20 ألف جنيه وقامت بسدادهم للتأمينات ولم يكن امامها سوي مهلة شهر واحد لسداد المبلغ المتبقي 47 ألف جنيه. مضت الأيام ولم يعد أمامها سوي أسبوع واحد للسداد أو دخول السجن حيث وصلت الي طريق مسدود وعلمت بعد فوات الأوان ان "الصدق طريق النجاة". جاءتنا .. سعاد احمد حسين وتبكي ليس خوفا من السجن فقط ولكن خوفا من أن تلقي ربها بعد أن تجاوزت الخامسة والستين واشتد عليها المرض فيحاسبها علي هذا الدين. تستغيث هذه السيدة المسكينة بأهل الخير وبالدكتور سمير رضوان وزير المالية لمساعدتها علي حسم مشكلتها لتقضي ما بقي من عمرها في هدوء وكفاها ما عانته علي مدار سنوات حياتها.