"المرور" .. كشف المستور بأسيوط

لم تشهد شوارع أسيوط نشاطاً غير عادي منذ سريان التعديلات الأخيرة في قانون المرور.. غير أن "النشاط العادي" وفقاً لتصريحات اللواء عادل زكي مدير إدارة المرور بالمحافظة كان كفيلاً بضبط 13 ألف مخالفة متنوعة خلال الشهر الأخير منها 23 حالة قيادة تحت تأثير المخدرات.. مشيراً إلي أن أصحاب التوك توك يتهربون من ترخيصه.. وأن رجال المرور يتواجدون في "المواقف" للتحقق من وضع السائقين ملصقات التعريفة الجديدة علي الزجاج الأمامي للسيارة والالتزام بتطبيقها حيث كان لأسيوط السبق في تطبيق هذا النظام منذ شهور مع اضافة رغم هاتف تلقي الشكاوي بإدارة المرور.. علاوة علي تنظيم محاضرات داخل المدارس للتوعية المبكرة للتلاميذ بقواعد وآداب المرور.
كما شهدت "المساء" محاضرات داخل إدارة المرور لطالبي تراخيص القيادة يشرف عليها العميد أحمد التوني رئيس المباحث وعدد من مهندسي الإدارة يعرضون خلالها لقطات فيديو لحوادث مرورية من مختلف أنحاء العالم ويشرحون بصورة شيقة الأخطاء التي وقع فيها السائقون وأدت إلي تلك الحوادث البشعة علي نحو يجعلها ترسخ في الأذهان.
أشاد الأهالي بالتجربة بينما تضرر منها بعض السائقين.. وقال محمدين نصار المحامي أن مرور أسيوط استطاع كبح جماح التاكسي وقدم تجسيداً عملياً لفكرة أن تحقيق الرضا الشعبي عن الدولة الرسمية أو الغضب عليها.. يمكن احداثه من خلال اجراءات بسيطة في الشارع حيث يصبح "العسكري" الذي يرفع شعار الدولة فوق جبينه.. هو "الحكومة" وفقاً للمنظور الشعبي.. في حين يصف بعض السائقين التجربة بأنها "منظرة".
علي الجانب الآخر.. مازالت تعقيدات انجاز الاجراءات داخل إدارة المرور بين نحو 20 شباكاً لمجرد تجديد رخصة سيارة يمثل المصدر الأول للسخط الشعبي حيث يخرج المواطن بعد رحلة قد تستغرق يومين ما لم يستعن بصديق داخل الإدارة وهو يصب لعنات تتجاوز حدود المحافظة.
يقول العميد عادل بدوي وكيل إدارة المرور أن الكثير من الشبابيك التي يتعامل معها المواطن داخل إدارة المرور تعمل لحساب جهات حكومية مختلفة وأنه أجري دراسة في وقت سابق لاختصارها لكنه اصطدم بإيجاد عمل بديل لمن يتم الاستغناء عنه..! معرباً عن أمله في اصلاح المنظومة الذي بدأت تجربته في بعض أقسام المرور بالقاهرة.. أشار إلي وجود قسمين جديدين للمرور في طريقهما للدخول إلي الخدمة بمدينة أسيوط الجديدة وبمركز منفلوط لتخفيف العبء عن الأقسام الحالية سواء في إدارة المرور بمنقباد الذي يضم وحده 50 ألف سيارة أو قسمي الجامعة وأبو تيج.
كشف موظف سابق بالإدارة أن أجهزة الكمبيوتر مازالت ملقاة في المخازن دون استخدام مما أدي إلي تعطيل الارتباط بالشبكة الموحدة علي مستوي الجمهورية.. وإن هناك تلاعباً يجري في منظومة تخصيص أرقام السيارات استجابة للعلاقات الشخصية ويقول أن النظام لا يطبق إلا علي الغلبان.
تتبعت عدسة "المساء" سيارة مخالفة تسير بصورة مستفزة بالشوارع الرئيسية بمدينة أسيوط وقد وضعت شارات "شرطة" علي كل جوانبها.. اضافة إلي تعتيم الزجاج وتغيير معالم السيارة "الدوجان" الايطالية واستبدالها بعلامة "دودج" الأمريكية.. أما اللوحات المعدنية فقد توسطها نسر ذهبي كبير يجعلها لا تمت بصلة للدولة المصرية..
تابعت الموقف حتي وصول السيارة المخالفة إلي كمين المرور بميدان "المنفذ" حيث بادر أفراد الكمين بسحب رخصة السيارة وتحرير ايصال تضمن 3 مخالفات أمام تبرم قائدها الذي تبين أنه طالب أزهري.. وقال ضابط الكمين: تصرفات كهذه تظلم ضباط الشرطة رغم أننا نطبق القانون علي الجميع!!