في 12 فبراير الماضي كنت علي موعد مع نافذتكم حين تناولت رسالتي حول المحنة التي نزلت بابن خالي نتيجة لافراط زوجته في اساءة الظن به بأنه متزوج عليها!!.. هذا الشك الذي ساورها مع تأخره الدائم في العودة إلي المنزل رغم علمها بطبيعة مهنته فهو مدرس يعمل صباح مساء لتلبية احتياجات بيته وأسرته.. وللأسف لم تجد أم أولاده من يعيدها إلي صوابها وأعطت أذنها لمن لا يريدون لحياتها الزوجية خيرا وهي التي عاشت مع ابن خالي ما يزيد علي العشرين عاما في سعادة وهناء زاد من بهجتها قدوم الأبناء وكما أشرت في رسالتي الأولي إليك.. لقد قررت الزوجة مغادرة البيت نهائيا تاركة وراءها ثلاثة أولاد منهم طفلتان في أمس الحاجة للرعاية.. غادرته لتقيم عند شقيقتها التي كان لها دور هي وزوجها في تعميق الفجوة بينها وبين ابن الخال لضمان بقائها لأطول فترة ممكنة معهما لترعي ابنتهما صاحبة الظروف الخاصة. سعيت وكثير من الأهل والأصدقاء لإصلاح ذات البين خاصة بعد تدهور الحالة النفسية للأولاد بما فيهم الابن الأكبر الذي صار كلما تأتي سيرة أمه يردد "لا تقولوا أمي". باختصار لقد حاولت وزوجتي الراحلة لملمة جراح هذه الأسرة لكن الزوجة الغاضبة تمادت في ثورتها ولجأت للقضاء تطلب الطلاق.. وقبل.. رمضان بأيام عادت من الخارج خالتها وما أن علمت بما جري وحدث حتي أخذت توبخها وتعنفها بشدة وأجبرتها علي الذهاب إلي "أبو أولادها" تطلب منه الصفح والسماح ونسيان الماضي وانهاء هذا العبث. وبالفعل امتثلت الغاضبة لقرار خالتها وتوجهت إلي مطلقها معلنة ندمها علي ما اقترفته في حقه وحق أبنائهم طوال الأربع سنوات الماضية.. وأنها لا تدري كيف سلمت عقلها للآخرين بهذا الشكل دون أن تحاول تحري الحقيقة حتي لا تظلم نفسها وأسرتها معها؟!.. وللأسف محاولاتها التي جاءت متأخرة لرأب الصدع لم تجد نفعاً مع ابن خالي فقد رفض تماماً مسألة الصلح وردها إلي عصمته وهي التي طعنت في أخلاقه وحطمت أولادها لمجرد أوهام عششت في رأسها وحاول ولدها الأكبر دفعها عن أبيه مرارا دون جدوي.. ويري ابن الخال ان ميعاد الصلح قد فات وما ينكسر لا يعود صحيحا.. لذا اكتب اليك سيدتي عسي أن توجهي اليه كلمة بقبول توبة أم أولاده فهي تنتظر أن يردها اليه وعفا الله عما سلف. الكابتن محمد عبدالكريم إمام المرج المحررة: في المرة الأولي كانت نصيحتي للزوجة الغاضبة العودة فوراً إلي بيتها وأولادها فهم الأحق برعايتها وحنانها وأن ما تغرسه اليوم من عناد وبعاد لا تأمن عواقبه في الغد حينما يتقدم بها العمر ولا تجد من يأخذ بيدها ويسأل عنها؟! واليوم تريد مني توجيه كلمة لابن خالك عسي أن يتنازل عن موقفه ويلتمس الصفح لأم أولاده.. وفي الحقيقة إنني أتفهم تماما موقف هذا الأب المحطم وأري أنه ليس بهذه البساطة تندمل الجروح وترأب الصدوع.. ليس بهذه البساطة أن ما تهدم في أربع سنوات يصلح ترميمه في أسابيع قليلة وهي الفترة التي شهدت محاولات الخالة العائدة لانقاذ ابنة شقيقتها مما فعلته في نفسها وزوجها وبيتها. وان كانت من دعوة لابن الخال ان يعطي لنفسه فرصة أخري لمراجعة ما جري.. وما كان .. والجلوس مع أم ابنائك لا مكان في هذه الجلسة للوسطاء ليدور بينهما حديث المكاشفة والمصارحة وبعد ذلك فالأمر متروك لك لقياس ما اذا كانت كفة "العشرين عاما" التي جمعتك بزوجتك هي الراجحة أم كفة السنوات الأربع العجاف التي أمضتها في بيت شقيقتها!! اعط لنفسك الوقت الكافي والتفكير العميق ما يعينك علي اتخاذ القرار الأصوب وعسي ان يقضي الله أمراً فيه صالح عائلتكم الكريمة فكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون وكل عام وأنت وصديق عمرك "الكابتن إمام" في أفضل حال. لمن لا يعرف "الخنساء": بهذه المشاركة بعث صديق النافذة الشاعر أحمد جعفر معربا عن تأثره الشديد بقصة العدد الماضي "علي خطي الخنساء" التي تحمل مأساة أم فقدت أربعة من أبنائها في أقل من ثلاثة أعوام. يقول: لمن لا يعرف من تكون الخنساء فهي من الشاعرات اللائي أسلمن في صدر الإسلام واسمها: "تماضر بنت عمرو بن الحارث السليمية" لقبت بالخنساء لصغر أنفها.. وقد تزوجت من ابن عمها ميرداس ابن ابي عامر السلمي وأنجبت منه أربعة أبناء وعندما نادي منادي الجهاد في معركة القادسية بالعراق في عهد الخليفة عمر بن الخطاب جمعت أولادها وقالت: يا بني أنكم أسلمتم وهاجرتم مختارين من مكة للمدينة وأنكم أبناء رجل واحد وامرأة واحدة فانضموا الي صفوف المجاهدين ولما علمت باستشهادهم قالت: الحمد لله الذي شرفني بشهادتهم واني اسأل الله أن يجمعني معهم في ملتقي رحمته.. وتوفيت سنة 24 هجرية.