لا تقولوا..أمي! من رأي بداياتهما لا يتصور أبداً تلك النهاية الدرامية بين أجمل وأرق زوجين.. كانا رفيقين في العمل في سلك التدريس وجمع بينهما قصة حب جميلة انتهت بالزواج والاقامة في منزل العائلة.. وسارت بهما الحياة هادئة هانئة خاصة بعد أن رزقهما الله بثلاثة أبناء: "ولد وبنتان".. وطوال هذه الفترة لم تكن هناك أية مشكلات تعكر الصفو سواء بين "ابن خالي" وزوجته أو بينها وبين عائلته حيث كانت العلاقة فوق الممتاز.. حتي بدأت شكواها من عودته متأخراً إلي المنزل وهو المثقل طوال اليوم باعبائه المهنية فهو في المدرسة صباحاً وفي مراكز الدروس الخصوصية مساء. وللأسف حدث ما حذرت منه ابن الخال حين بدأت "أم أولاده" تتشكك في أسباب تأخيره.. فحاولنا التدخل لازاحة تلك الشكوك التي لا محل لها لكن أصدقاء السوء راحوا يهمسون لها بما ليس فيه ما دافعها إلي مغادرة المنزل والاقامة عند شقيقتها المتزوجة والتي لديها ابناء معاقون تاركة أولادها ليتولي شئونهم ابن الخال المفتري عليه والمثقل بالاعباء الوظيفية والمنزلية.. وبين المشكلات النفسية التي بدأت تصيب أبناءه خاصة "البنتين" اللتين تركتهما في سن صغيرة مما عرضهما لضغوط دفعت بهما إلي عيادات الطب النفسي و"المشايخ" حتي تجاوزتا هذه المرحلة بسلام بفضل الله ثم بفضل والدهما الذي كان يتمزق لما اصابهما وأصاب حياته بسبب مجرد وشايات وافتراءات لا أساس لها من الصحة. أربع سنوات وزوجة ابن خالي تاركة بيتها وأبناءها بعد أن رفضت كل محاولات الصلح والتهدئة.. حتي عندما ذهب ولدها الكبير مع أبيه في محاولة لاعادة المياه لمجاريها فوجئا بعاصفة من السباب والضرب من جانب عائلتها لمجرد أنهما حاول اصطحابهما معهما حيث بيتها وأولادها.. محنة دفعت بالابن الكبير لم يتجاوز العشرين من عمره إلي الخروج عن النص كلما جاء ذكرها أو أسمها فيردد: "لا تقولوا أمي.. لا تقولوا أمي"!! إنني اتعذب لحال ابن خالي الذي عجز عن إقناع زوجته للعودة علي بيتها وأبنائها.. في وقت لا تجد أية غضاضة في البقاء في بيت شقيقتها المتزوجة ومشاركتها في رعاية أولادها "المرضي" وهي خطوة في ظاهرها الرحمة.. وفي باطنها العذاب ليس تجاه شقيقتها وأبنائها شفاهم الله.. إنما تجاه أولادها الذين افتقدوها وهي لا تزال علي قيد الحياة.. فهل من نداء عبر نافذتك لها عودي إلي بيتك.. فالقلوب مفتوحة.. والأيدي ممدودة.. وعفا الله عما سلف. م.ع.أ القاهرة المحررة : بلغة الحساب والأرقام نجد أن زوجة ابن الخال ظلت مقيمة في بيت عائلة مايزيد علي عشرين عاماً.. أي أنها كما أشرت لم تكن بينها وبين عائلة زوجها أية مشكلات بل كانت علاقتها بهم فوق الممتازة.. حتي.. حتي بدأ الحاقدون في توجيه سهامهم نحو هذه الاسرة السعيدة الهانئة.. فأشاعوا ما أشاعوا.. فصدقت الزوجة وأخذت قرارها النهائي بمغادرة البيت واللاعودة.. وبدلأ أن تجد من يراجعها.. ويطلب منها التمهل ليس من أجل الزوج وإنما من أجل الابناء ووجدت من يشجعها علي ذلك ويتمادي في تعميق الفجوة بينها وبين شريك حياتها. وفي النهاية علينا أن نفتش عن المستفيد من تصدع العلاقة بين ابن خالك وزوجته فالمستفيد هنا في رأيي هي الشقيقة التي انتهزت وجود هذا الخلاف بين شقيقتها وزوجها لصالح الظروف التي تعاني منها فوجدت في اقامتها معها حلاً لمعاناتها في رعاية ابنائها المرضي. لكن تظل التفاصيل التي لا نعلمها وإن تعددت الأسباب المعلنة والتي تجعل أماً تضحي بسعادتها في وجودها بجوار أبنائها وتفضل العيش في بيت غير بيتها وسط مرضي ومعاقين! وهذا ما ينبغي علي ولدها الأكبر أن يتفهمه مهما بلغت قسوة الأم وعنادها معه. وإذا كان من نداء أخير لزوجة ابن الخال فلن يخرج عن النصيحة بالعودة فوراً إلي بيتها وحصن أبنائها فهم الاحق برعايتها وحنانها فمن هنا يأمن عن الايام حينما يتقدم بنا العمر ولا نجد حولنا من يأخذ بيدنا ويسأل عنا!!