يبدو أن الظهور الإعلامي والأضواء التي جعلت من بعض مشايخنا نجوما قد أصابتهم بالغرور والتعالي.. لقد حولتهم الثورة الشعبية من نجوم في الدين والدعوة الإسلامية إلي نجوم سياسيين. لهم آراء في نظم الحكم والسياسة وتشكيل الأحزاب ورسم مستقبل البلد. ونحن من جانبنا لا نستكثر عليهم ذلك ولا نقصيهم فهذا حقهم مثلهم مثل أي مواطن في المجتمع.. ولكن كثرة الظهور في الفضائيات وعلي صفحات الصحف وفي المؤتمرات السياسية وغير السياسية واستيلائهم علي الميكروفونات قد حولهم إلي زعماء سياسيين. وربما يصل طموحهم إلي ترشيح أنفسهم لرئاسة الجمهورية وهذا حقهم أيضا. مشايخنا الكرام أصبح لهم مريدون وحواريون واتباع. ووجدوا أنفسهم محاطين بهالة كبري من الأضواء فبدأوا بالانفصال عن المجتمع. فعينوا لأنفسهم سكرتيرين وأغلقوا تليفوناتهم.. وامتنعوا عن الرد عليها حتي أن أحدهم ترك أمر تنظيم لقاءاته والرد علي التليفونات لشقيقه. فلم يرد هو ولا شقيقه. وآخر يترك التليفون يرن ثم لا يعيره أي انتباه. فإذا كان هذا حالهم وهم مازالوا يعتبرون أنفسهم أصحاب جماهيرية فكيف إذا تولوا مناصب مهمة في البلد؟! وإذا كانت هذه المناصب تتعلق بمصالح المواطنين فكيف يكون التواصل معهم؟! قبل الثورة بعدة سنوات هاجم أحد هؤلاء المشايخ اليهود ووصفهم بعبارات قاسية فتحركت أجهزة وزارة الداخلية لمحاسبته.. بل وصل الأمر إلي أن وجهت إليه تهمة سب اليهود. واقيمت ضده دعوي لتقديمه إلي المحاكمة.. فاستفزني تصرف وزارة الداخلية وانبريت للدفاع عن الشيخ الدكتور. وانتقدت بعنف تصرف الداخلية.. وقلت إن حاخامات اليهود يهاجمون المسلمين ويصفونهم بأوصاف في منتهي السفالة والحقارة. أفلا يكون من حق مشايخنا الرد عليهم؟! وتساءلت: إذا كانت إسرائيل لا تسائل هؤلاء الحاخامات وتترك لهم حرية سبنا نحن المسلمين. فلماذا نحاسب نحن علماءنا بل ونقاضيهم إذا تصرفوا نفس التصرف. وللحق كان لهذا المقال رد فعل إيجابي لدي الداخلية التي تراجعت عن المضي في الدعوي وسحبتها وكأن شيئا لم يكن.. واتصل بي الشيخ الدكتور ليشكرني ولم يكن يعرفني ولا أعرفه شخصيا. بل لم أكن قد سمعت عنه من قبل. الآن هذا الشيخ الدكتور أصبح مشهوراً بفعل الثورة واصبحت له صولات وجولات وآراء تتناقلها أجهزة الإعلام. وشعر بذاتيته فكان من الطبيعي الا يرد علي التليفونات!! رحم الله فضيلة الإمام الشيخ محمد متولي الشعراوي وعلماء أجلاء كانوا في منتهي التواضع بعلمهم وقربهم من الله سبحانه وتعالي.