فتاة جميلة في السادسة عشرة من عمرها كانت تنظر للدنيا بتفاؤل رغم أنه لا يوجد في حياتها ما يدعو له فقد وعت علي الدنيا لتجد والدها متوفياً وأمها تنحت في الصخر من أجلها وشقيقها. ظلت تعمل في البيوت حتي تعرضت لحادث آليم أجرت علي أثره عدة عمليات جراحية وبمجرد أن استعادت عافيتها عادت للعمل لتسدد الديون التي تراكمت عليها خلال فترة مرضها. في الشارع تدهورت صحتها فتوقفت عن العمل من جديد وتراكم عليها ايجار الشقة فلم يرحم صاحب البيت حالها وطردها هي وأولادها ومات ابنها الكبير وهم في الشارع متأثراً بمرضه بالكبد دون أن تقدر علي اسعافه جاءتنا وقتها مستغيثة وبمساعدة أهل الخير سددانا لها مقدم شقة ووفرنا لها أثاثها الضروري وربطنا لها مساعده شهرية لسداد الايجار عادت حياتهم للاستقرار وعادت الأم للعمل بشكل متقطع بما وفر لهم ضروريات الحياة ولكن بمرور الوقت ومع ارتفاع الأسعار وزيادة احتياجات ياسمين وشقيقها لم تعد الأم قادرة علي الوفاء بها. القرار الصعب هنا قررت ياسمين ترك دراستها والخروج للعمل بدلاً من أمها ولكن وجدت المسئؤلية فوق طاقتها فانتهت وأمها للسفر إلي أهل والدها في احدي قري الصعيد لعلهم يجدوا المأوي والسند. غابت ياسمين انقطعت اخبارهم عني حتي عادت لي آلام تصرخ باكية لأن ياسمين اختفت منذ عدة شهور حيث هربت من عمها الذي كان سيجبرها علي الزواج من رجل في عمر والدها. بحثت عنها في كل مكان بالقرية والمحافظة التي تتبعها ثم رجعت لمسكنهم القديم علي أمل أن تعود إليه ياسمين بلا فائدة. آخذت تطوف في الشوارع هي وابنتها الصغري بحثاً عن ياسمين في اقسام الشرطة والمؤسسات العقلية والمستشفيات بلا نتيجة. وفي رحلة بحثها تعرضت لحادث أدي إلي كسور مضاعفة بساقها اليمني واجريت عملية تركيب شرائح ومسامير بها وعادت للبحث عن ابنتها رغم تحذيرات الأطباء وعندما تعبت جاءتنا تستغيث خوفاً من أن تفقد ابنتها الأخيرة لانهم ينامون في الشارع منذ عودتهم من الصعيد. مقدم شقة علي الفور سددنا لهم مقدم شقة صغيرة بعقد عامين واشترينا لها أثاثاً جديداً بعد أن حجز صاحب الشقة السابقة علي اثاثهم. غابت فرحتها بالشقة هذه المرة بعد أن فقدت اثنين من أولادها ومازال لديها أمل في أن تعود ياسمين بعد أن تعرف أن حياتهم مستقرة من جديد وأن هناك فاعل خير سيتكفل بكل احتياجاتهم.