الغارمون فئة من مستحقي الزكاة كان "ل "المساء" السبق في تسليط الضوء عليها منذ سنوات طويلة في وقت لم يكن الكثيرون يعرفون أن الغارم هو من أثقله الدين وعجز عن سداده. وضعنا هذه الفئة في دائرة اهتمامنا الدائم وفي شهر رمضان نكثف تقديم المساعدة لهم حيث يكون الأمل الذي يعيشون عليه أن يتحرروا من ديونهم ليقضوا العيد مع أسرهم. "مختار" يستقر في شقته الجديدة يعمل خادماً في مسجد وكان يقيم هو واسرته الكبيرة مع والده وبمرور الوقت ضاق بهم المكان وقرر أن يبني شقة صغيرة في نفس البيت. حصل علي قرض من أحد البنوك وقام ببناء الشقة ولكن نفد المبلغ قبل اكمال السقف فاضطر للاستدانة لاقامته ولكن لم يمهله أصحاب الدين طويلاً وطالبوه بالسداد توقف فترة عن سداد أقساط البنك ليدفع باقي دينه. قاضاه البنك وأصبح مهدداً بالسجن فاستغاث بنا وتقديراً لظروفة سددنا عنه الأقساط المتأخرة ليشعر بالاستقرار في شقته الجديدة بعد أن رفع عنه سيف الدين الذي كان مصلتاً علي عنقه. "عبدالحكيم" يودع شبح السجن انهي رسالته تجاه كل أولاده فتزوجوا واستقر كل منهم في بيته حيث اشتري جهاز بناته الثلاث بالتقسيط وانتظم في سداد الأقساط من معاشه الذي كان يدفع معظمه ويعيش في حدود المتبقي متنازلاً عن كثير من احتياجاته. عرف المرض طريقه ودخل في أزمة صحية كبيرة واضطر للتوقف عن سداد الأقساط لينفق علي علاجه. قاضاه أصحاب المعارض الذين اشتري منهم جهاز بناته وحصلوا علي أحكام نهائية ضده ولان حالته الصحية لن تتحمل السجن هرب من التنفيذ وبعث إلينا مستغياً فنشرنا همسته وتبرع له فاعل خير من القاهرة بسداد دينه كاملاً. سجد عبدالحكيم محمد عبدالحكيم لله شكراً بعد أن انقذه من سجن محقق وهو في الخامسة والسبعين من عمره ويعاني من العديد من الأمراض المزمنة. ..و"حنان" تعود لحضن أولادها قبل العيد كادت تفقد الأمل في أن الدنيا مازالت بخير بعد أن جاءتها الطعنة من أقرب أقاربها التي لم ترحم حالها وتعذر ظروفها. هي أرملة منذ ست سنوات حيث توفي زوجها اثر حادث أليم وترك في عنقها 3 اطفال كانت حاملاً في أصغرهم. اعتمدت علي الله ثم علي المعاش الذي تركه لها وتعودت علي عمل جمعيات ادخارية هي واقاربها وجيرانها لتدبر مصاريف مدارسهم السنوية وذات يوم حدث ماس كهربائي في شقتها ادي لنشوب حريق كبير اتي علي كل ما في شقتها وكان من بينها حصيلة الجمعية الادخارية التي كانت ستتقاضاها ابنة خالتها. حررت محضراً بالواقعة ولم تحصل علي مساعدة من أي جهة لانها لا تجيد طرق الأبواب فاتصلت للاقامة في بيت عائلتها لتشارك شقيقها واسرته شقتهم الصغيرة لأن شقتها لم تعد صالحة للسكن لم تمهلها قريبتها طويلاً واجبرتها علي تحرير ايصالات امانة بقيمة حقها في الجمعية وسارعت بتقديمها للنيابة. مر الوقت سريعاً وصدر الحكم ضدها بالسجن ثلاث سنوات وبدأت شرطة تنفيذ الأحكام تطاردها فهربت عند احدي جارتها علي أمل أن تجد مخرجاً وعندما وصلت لطريق مسدود جاءتنا. عرضنا محنتها علي احد فاعلي الخير المتعاونين معنا فقام علي الفور بسداد قيمة دينها كاملاً ولم نتركها حتي حصلت حنان.ع.م علي مخالصة من الخصم لتفيق من الكابوس الذي عاشته شهوراً طويلة وتعود لحضن أطفالها قبل العيد مثلما كانت تتمني.