الخطوة التي اتخذها القطري محمد بن همام بانسحابه من الترشح علي رئاسة الاتحاد الدولي أمام بلاتر الفاجر.. خطوة تحسب لرجل محنك أدرك مصلحة بلاده قبل أن يشهر بها رجل عاش طوال حياته في المؤامرات وجو الدسائس والرشاوي. فقد انقذ انسحاب بن همام قطر من سحب تنظيم المونديال بعد الفرحة التي شعر بها كل العرب أن يأتي كأس العالم إلي أرض عربية وأشعر أن بن همام قد استشار بلاده في خطوة الانسحاب أو أنهم فطنوا لمكيدة بلاتر واصراره علي سحب تنظيم المونديال من قطر يسانده في ذلك رجال الانجليز الذين شاطت أعصابهم بالخروج صفر اليدين من الترشح لتنظيم دورتي 2018 و2022 اللتين فازت بها روسيا وقطر وراحوا مع رئيس الفيفا يفتشون في كل الدفاتر لتقليب العالم ضد الدولة العربية ويشككون في حصولها علي تنظيم المونديال رغم أن هذا البلاتر مشارك تماما في اهداء شقيقتنا هذا الشرف. إلا أن ترشح بن همام بالذات وهو من الدولة صاحبة شرف التنظيم اعطي لبلاتر ومعه الانجليز الفرصة لاطلاق الاتهامات والاشاعات بهدف اسقاط حق بلاده كنوع من الحرب الباردة إلي أن جاء انسحاب بن همام ليكون ضربة لبلاتر ليكشفه أكثر أمام دول العالم لتزداد معرفتهم بألاعيبه المكشوفة بعد أن شعر أن كرسي دولة الفيفا سوف يهتز وان فوز بن همام سيكون نهاية دولته. علي الجانب الآخر فقد جاء انسحاب ممثل قطر ليرفع الحرج عن باقي الدول العربية جميعها أعضاء الاتحاد الدولي الذين كانوا مهددين بالوقوع في القائمة السوداء لو أنهم اعطوا صوتهم لشقيقهم العربي.. ونجح الاجنبي بلاتر خاصة في الدول الافريقية التي اعلن رئيس الكاف مساندته الصريحة للرئيس الحالي.. وساندته معظم الدول الافريقية. بقيت الدول العربية في وجه المدفع وحدها إذا هي رفضت السير في طريق رئيس اتحاد قارتهم فلن تعلن المغرب والجزائر وتونس وليبيا والسودان وتشاد وموريتانيا حتي مصر عن موقفها الاخير ولو أنها كانت تتمني مساندة شقيقها العربي حيث اننا في مصر باركنا ذلك واستقبلنا بن همام واقمنا له حفلات التكريم التي حضرها رئيس الاتحاد الافريقي ذاته. مع ذلك لم يستطع سمير زاهر رئيس الاتحاد المصري أن يعلم موقف مصر من اعطاء صوتها لبن همام واحال زاهر الرأي الاخير للمسئولين في الدولة الذين كانوا هم ايضا في موقف حرج وبين نارين: تأييد شقيقهم ردا علي موقف قطر من الجامعة العربية وسحب ممثلها أمام منح ممثل مصر منصب الأمين العام الدكتور نبيل العربي.. أم ينتظرون عقوبات من الفيفا إذا نجح بلاتر وعلم أن مصر بالذات لم تمنحه صوتها. من هنا فإن اعلان بن همام انسحابه قد رفع الحرج عن كل الدول العربية حيث يستوي موقف عرب افريقيا مع عرب آسيا في الخليج في الشرق وفي الشمال. سوف يبقي اسم بن همام فوق منصة الشرف والأمانة والنظافة وأن الظلام والفساد سوف يأتي عليها يوم ينقشع كما هو حادث هذه الأيام في الربيع العربي.