وسط كوكبة من المثقفين والأدباء والنقاد والأكاديميين كان لي شرف المشاركة في مؤتمر أدباء 6 أكتوبر الذي افتتحه د. عماد أبو غازي وزير الثقافة ود. علي عبدالرحمن محافظ الجيزة والصديق الشاعر سعد عبدالرحمن رئيس هيئة قصور الثقافة ود. أحمد زايد رئيس المؤتمر.. ودعت إليه السيدة إجلال عامر مدير عام ثقافة 6 أكتوبر. كان الافتتاح بسيطاً.. يعكس بساطة وزير الثقافة الشاب وتلقائيته.. وكانت الكلمات التي ألقيت فيه مقتضبة للغاية لكنها صادقة وخالية من الزيف وعبارات التفخيم والتعظيم التي مللناها.. أما المفاجأة التي أسعدتنا وأنعشت الافتتاح فكانت تكريم أمهات وأسر شهداء الثورة من أبناء مدينة 6 أكتوبر ومحافظة الجيزة والأبطال الذين استشهدوا علي أرضها دفاعا عن مدارسها ومؤسساتها التعليمية والأمنية التي كانت هدفا للبلطجية والفارين من السجون أثناء الثورة المجيدة. وقد توقفت كثيراً أمام كلمات المحافظ الدكتور علي عبدالرحمن التي كانت بمثابة استغاثة من أستاذ جامعي كان رئيسا لجامعة القاهرة قبل أن يتولي منصبه التنفيذي في المحليات.. ولذا فإنه يجمع بين الرؤية العلمية الثقافية والرؤية الواقعية التي ترتبط بالشارع ومشاكله. قال د. علي عبدالرحمن مخاطبا المثقفين والأدباء والاكاديميين: نحن نعمل الآن في الشارع بذراعنا.. نرصف الطرق ونرفع القمامة ونمد مواسير المياه والصرف الصحي ونغطي الترع ونتابع صيانة شبكات الكهرباء وصيانة المدارس.. ونتطلع إلي أهل الفكر من المثقفين والادباء أن تكونوا معنا في مواجهة المشاكل التي تعترضنا.. وأن تساعدونا علي انجاز مهامنا. وأضاف: نحن كأجهزة محلية نعاني من انتشار ظاهرة البلطجة في الشوارع.. ونعاني من السلوكيات السلبية للمواطنين الذين يلقون بالقمامة في عرض الشارع بعد دقائق من قيام أجهزة النظافة والتجميل بأداء مهامها.. ونعاني من ظاهرة الاعتداء علي المال العام وأملاك الدولة.. ونعاني من المشكلات الطائفية التي تنفجر بين آن وآخر لأتفه الاسباب بدون إدراك للعواقب الوخيمة التي تنعكس علي الوطن كله.. ونريد أن تكونوا إلي جوارنا لتقولوا للناس ان من ينتهك القانون لا يمكن أن يكون مواطنا صالحا في بلد متحضر.. ولن يفلت من العقاب أبداً.. وأن من يأخذ شيئا من المال العام أو أملاك الدولة فلن يبارك الله له فيه. نريد أن تشاركونا في برامج تأهيل البلطجية والخارجين علي القانون.. وأن تقفوا معنا في مواجهة ظاهرة التعصب الديني لنشر قيم التسامح والتعايش المشترك. وبكل صراحة.. صادفت هذه الرسالة هوي في نفسي لأنها تدعو إلي أن تنزل الثقافة إلي الناس في الشارع وتتفاعل معهم في أماكن تواجدهم.. ولا تختصر في ندوات وأمسيات مغلقة في قصور الثقافة.. أو في حوارات ومناقشات بين المثقفين في المكاتب وعلي المقاهي. بعبارة أخري.. يطلب محافظ الجيزة من المثقفين أن يعايشوا مشاكل المجتمع علي الطبيعة.. وأن تكون الثقافة فعلاً وممارسة بين الجماهير.. وأن يذهب المثقفون والمفكرون إلي الشعب ولا يكتفوا بما يقرأون ويكتبون. في المرحلة القادمة نريد من السياسيين والمثقفين أن يكونوا أداة لتغيير المجتمع.. وأيضا علماء الدين الإسلامي ورجال الدين المسيحي لابد أيضا أن يكون لهم دور فاعل وسط الناس.. وأن يجعلوا الدين للشعب وليس للمسجد أو الكنيسة. الثقافة والدين هما القوة الناعمة التي يجب أن تحرك المجتمع نحو الأفضل.. فقد مضي زمن السلبية والوقوف موقف المتفرجين.. المسئولية الآن جماعية وعلي كل طرف أن يجتهد في البحث عن الطريقة التي يمارس بها الاصلاح عملا وسلوكا. كفاية كلام.. تعالوا معاً نترجم الأقوال إلي أفعال.. وشكراً للسيد المحافظ الذي نبهنا في الوقت المناسب.