آلام عرق النسا ازدادت الشكوي منها في الآونة الأخيرة بين الشباب والشيوخ.. روحية عبدالرحمن 35 سنة من المنوفية تشكو منها وتسأل عن علاقة الحمل بالاصاابة بعرق النسا وأسبابها. وهل تزيد المشاكل والضغوط النفسية من آلامها. والطريقة المثلي لعلاجها هل بالدواء أم بالجراحة؟. يجيب عن اسئلتها دكتور محمد عبدالرحمن طلعت مدرس جراحة المخ والأعصاب بجامعة عين شمس فيقول: ان أي آلام في الفخذ "تسمَّع" تحت الركبة يطلق عليها آلام عرف النسا "sciatic nerve) وغالباً ما تمتد الآلام من أسفل الظهر حتي القدم وأحد أسبابها الشائعة في المرحلة العمرية من20 إلي 40 سنة هو الاصابة بالإنزلاق الغضروفي القطني أو الاصابة بضيق القناة العصبية القطنية في سن متقدمة من 60 إلي 80 سنة وهي القناة التي يمر بها الأعصاب المتحكمة في الساقين وكذلك الأعصاب المسئولة عن البول والبراز. وهناك أسباب أخري غير شائعة مثل الاصابة بالتهاب الأعصاب الطرفية وأخطر الأسباب غير الشائعة هو الاصابة بأورام علي الفقرات وهذه الأورام تحدث غالباً في الحالات فوق سن الخمسين أو بين المصابين بورم خبيث كأورام الثدي مثلاً حيث يبعث هذا الورم بأورام ثانوية في عظام الفقرات محدثة ضغط علي الأعصاب وبالتالي الاصابة بآلام عرق النسا. وهذه الحالة تستلزم بالضرورة إجراء جراحة لرفع الضغط علي الأعصاب خاصة إذا كان سبب الضغط كيس دهني أو ورم وليس غضروف. ويؤكد دكتور محمد عبدالرحمن ان الحمل والسمنة الزائدة والتقدم في السن يزيد من ضعف العضلات وترهلها خاصة عضلات الظهر ونتيجة لذلك يزيد الضغط علي فقرات الظهر مما يؤدي لضغط الغضروف علي العصب مسبباً الانزلاق الغضروفي القطني كأحد الأسباب الشائعة لآلام عرق النسا. ويحذر من خطورة التدخين حيث يؤدي لتزايد حالات الانزلاق الغضروفي القطني ويشرح ذلك بقوله ان سموم التدخين والتي تخطت الألف مادة كيماوية سامة تدخل في دم المدخن وتترسب في الغضروف وهو عبارة عن غشاء خارجي رقيق بداخله مادة جيلاتينية ونتيجة لامتصاص هذا الغشاء لمواد التدخين وتشبعه بها ينفجر في القناة العصبية مسبباً ضغط علي العصب بداخلها وبالتالي الاصابة بعرق النسا. أيضا يؤكد دكتور محمد ان الضغوط العصبية والمشاكل تؤدي للتوتر والشد العصبي مما يزيد من آلام عرق النسا. وأكد ان 95% من هذه الآلام يتم علاجها دوائياً وتُشفي خلال شهر ونصف الشهر بشرط ان يشعر المريض بالتحسن التدريجي في الأسبوع الأول من العلاج. بينما 5% المتبقية فقط هي التي تستلزم إجراء جراحة أملاً لإزالة الغضروف في حالات الانزلاق القطني أو لتوسيع القناة العصبية لكبار السن. وشدد علي ضرورة تشخيص آلام عرق النسا وتحديد العلاج المناسب لها إن كان دوائياً أم جراحياً عن طريق فحص المريض بواسطة طبيب جراحة المخ والأعصاب وليس بإجراء أشعة الرنين المغناطيسي التي تستخدم لفحص ما قبل العملية الجراحية وليس ما قبل التشخيص. وأكد انه في حالة معاناة المريض من صعوبة في التبول أو آلام شديدة ومستمرة لا تتحسن بالعلاج الدوائي أو حدوث ضعف في العضلات مع سقوط كلي أو جزئي في القدم كل هذه الحالات تستلزم التدخل الجراحي الفوري.