الصراحة والوضوح والشفافية التي بدا عليها المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء في لقائه مع رؤساء تحرير الصحف والفضائيات يوم الأربعاء الماضي جعلتني أجزم أننا كمصريين نقف أمام حكومة مختلفة اختلافاً جذرياً عن كل الحكومات المصرية المتعاقبة علي الأقل منذ 30 عاماً.. فرئيس الوزراء لا يخجل من قول الحقيقة أمام وسائل الإعلام حتي إن كانت مؤلمة! لقد تحدث المهندس إبراهيم محلب باستفاضة عن الأوضاع المالية والاقتصادية الصعبة التي تعاني منها مصر في الوقت الحالي وقال إننا أصبحنا في حاجة إلي إجراء جراحة عاجلة لإزالة تشوهات الدعم حتي يصل إلي مستحقيه الحقيقيين فعلاً وليس مجرد قول مثلما كان يحدث مع الكثير من الحكومات السابقة التي ظلت تردد كالببغاء ضرورة وصول الدعم إلي مستحقيه دون أن تتخذ إجراء واحداً في هذا الصدد.. واليوم مع تطبيق الزيادة الجديدة في أسعار الوقود أتمني من التجار والسائقين أن يكونوا مثل حكومة محلب علي مستوي الحدث. لقد وجدت حكومة محلب نفسها أمام تحديات كبيرة فهي مطالبة بتصحيح سياسات اقتصادية خاطئة سارت عليها الحكومات المصرية السابقة دون أن تجهد نفسها في البحث عن حلول وعلاجات حتي وصل العجز في الموازنة العامة للدولة لهذا العام إلي 300 مليار جنيه وهو ما دفع الرئيس عبدالفتاح السيسي إلي رفض التصديق عليها في عرضها الأول مطالباً الحكومة بضرورة تخفيض هذا العجز وهو ما تم عمله بالفعل ليصل العجز في النهاية إلي 240 مليار جنيه!! حكومة المهندس إبراهيم محلب اعتمدت علي 3 خطوات لتخفيض عجز الموازنة حيث شملت الخطوة الأولي تخفيض دعم الطاقة عن طريق تحريك أسعار الكهرباء والمواد البترولية عدا البوتاجاز.. والخطوة الثانية تصحيح منظومة الضرائب من خلال إصدار 3 قوانين ضريبية جديدة تهدف لتحقيق العدالة ومكافحة التهرب الضريبي أما الخطوة الثالثة فهي تتمثل في ترشيد الإنفاق الحكومي في كل مؤسسات الدولة!! لقد بدأت مصر تخطو أولي خطواتها علي الطريق الصحيح لتحقيق العدالة الاجتماعية بفرض ضريبة إضافية بقيمة 5% علي من يزيد دخله علي مليون جنيه سنوياً وهي ضريبة مؤقتة مدتها ثلاث سنوات فضلاً عن تطبيق الحد الأقصي للأجور علي جميع العاملين بالدولة بمن فيهم أصحاب الكادرات الخاصة العاملون في البنوك وشركات البترول وهو مطلب فشلت كل الحكومات السابقة في تحقيقه!! لقد آن الأوان لكي نتجرع نحن المصريين مرارة دواء الإصلاح الاقتصادي إلي أن يسترد الاقتصاد المصري عافيته من جديد وهذا يتطلب منا جميعاً المزيد من العمل والإنتاج والتضحيات حتي تعود مصر كبيرة كما عهدناها دائماً فلا يعقل أن تبقي مصر في انتظار مساعدات الأشقاء الذين وقفوا إلي جانبنا في أحلك الفترات.. فالشكر الجزيل لهم.. ويبقي الدور علينا نحن المصريين لنساهم في حب مصر. ** كلام وبس: * علي مر التاريخ.. وعلي مر العصور لم يستطع أحد أن يملي إرادته علي الشعب المصري الذي ذاق كل ألوان الاستعمار الذي فشل في أن يؤثر فيه بل المستعمر في النهاية هو الذي تأثر به.. فماذا يفعل الإرهاب البغيض مع شعب بهذا الشكل.. وبهذا التاريخ؟! * لا أدري سبب إصرار مسلسلات رمضان علي الترويج للدعارة والمخدرات أيام الشهر الكريم؟!