يبدو أننا في مصر بحاجة شديدة إلي مزيد من التدريب علي طرق فك العبوات الناسفة وإبطال مفعولها للحيلولة دون انفجارها في المارة وفي قوات الحماية المدنية التي تقوم بعمليات التفكيك. العالم كله يتطور ويتقدم ويطول ذلك أجهزة المفرقعات التي تحتوي مواد ناسفة يمكن ان تقضي علي الأخضر واليابس إذا لم يتم تداركها في الوقت المناسب.. ولا سبيل إلي ذلك إلا بالتدريب المستمر علي هذه المواد المتفجرة.. أما ان نعلم بعض الشيء عن هذه المتفجرات ونظن أنفسنا أننا قد بلغنا فيها مبلغاً كبيراً فتلك هي الطامة الكبري. إذا لم يكن عندنا في داخل مصر مركز يقوم بالتدريب علي فك تلك المفرقعات وإبطال مفعولها فالأولي بنا أن ننشئ مركزاً لهذا الغرض.. وإذا كان لدينا هذا المركز حيث يقوم بتدريب الضباط والأمناء علي هذه النوعية من المفرقعات وبالتالي تنفجر فيهم فأولي بنا ان نرسل ضباطاً وأمناء شرطة متخصصين إلي مراكز عالمية مشهورة في الخارج لتحصيل مزيد من التدريب خاصة إذا عرفنا ان هذه المتفجرات يدخل فيها كل يوم ما هو جديد. أما الذين قاموا بزرع هذه العبوات أو المتفجرات الناسفة لاشك أنهم تدربوا عليها إلي أبعد مدي.. وعرفوا كيفية تركيبها وكيف يمكن ان تنطلق إما بالريموت كنترول أو بالضغط علي أحد الأزرار في التليفون المحمول فتحدث دوياً هائلاً وتوقع أكبر خسائر بالبشر وفي مقدمتهم من يقومون بتفكيكها وبالمنشآت العامة والخاصة. إن استشهاد ضابطين بالأمس عند تفكيكهم لهذه المتفجرات إنما يعني أن هناك حاجة ماسة لمزيد من التدريب لدي الجهة الأكثر حرفية سواء كانوا هنا أم كانوا هناك.. أي في الاقطار الأخري. لقد تحولت الذكري الأولي لاحتفالية ثورة 30 يونيو إلي حالة من الحزن بعد أن سقط شهيدان من رجال الشرطة هما العقيد أحمد عشماوي والمقدم محمد أحمد لطفي السيد العشري.. وأصيب عدد آخر كبير من بينهم اللواء علاء عبدالظاهر مدير إدارة المفرقعات بالقاهرة أثناء محاولتهم تفكيك عبوات ناسفة في محيط قصر الاتحادية وسيطر علي الأهالي وأقارب الشهيدين نوعاً من الهم والغم الذي لا يتم نسيانه بمرور الزمن. لقد ذكرت صحيفة "اليوم السابع" علي موقعها الالكتروني ان الانفجارات بدأت بأول عبوة ناسفة بدائية الصنع حيث انفجرت في وجه العقيد أحمد عشماوي وأدت إلي استشهاده فإذا كانت هذه العبوة الناسفة بدائية الصنع وحدث ما حدث منها فكيف إذا كانت عبوة مستوردة من الخارج؟!! وقالت الصحيفة أن مصدراً أمنياً أكد أن هناك تحقيقات موسعة بوزارة الداخلية ومديرية أمن القاهرة ستبدأ بشأن تلك الانفجارات بالرغم من صدور بيان منسوب لجماعة أجناد مصر منذ أربعة أيام وتم نشره علي مواقع الانترنت يفيد بزرع الجماعات لعبوات ناسفة بمحيط القصر واستهدافهم تفجير اجتماع لقيادات أمنية إلا انهم أوقفوا تنفيذ العملية بعد اكتشافهم وجود أفراد مدنيين بالمكان حرصاً علي حياتهم. واحتوي البيان علي الإعلان عن أماكن تلك المتفجرات والتنبيه علي المارة بعدم التواجد بتلك الأماكن خشية انفجارها.. وكانت المفاجأة ان مصدراً أمنياً بوزارة الداخلية نفي صحة ما نشر وأكد انه محاولة لإرهاب المدنيين ولم يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لتمشيط محيط قصر الاتحادية للعثور علي تلك العبوات مما أسفر عن وقوع الانفجارات وسقوط الضحايا وهو ما يعد فشلاً من جانب قيادات أمنية سيتم التحقيق معها. لقد كان علي الأقل من باب الاحتياط ان يأخذوا بيان "أجناد مصر" بطريقة جادة ويحاولوا العثور علي تلك المتفجرات.. أما ان يدعي انه محاولة لإرهاب المدنيين فهنا قمة الفشل بعينه. نحن لا نتعلم من أخطائنا.. ومهما قيل غير ذلك فهو من باب تسهيل الأمور حتي تقع الوقائع ويروح ضحيتها الكثيرون.. ولا يغيب عنا انفجارات مديريات الأمن وغيرها.. كما لا يغيب عنا حاجتنا الماسة إلي مزيد من التدريب علي إبطال المتفجرات والاستعانة بجهات أخري محلية تسهم في إحباط هذه الظواهر.