حالة من الجدل سادت الأوساط الدينية بسبب اللافتات التي انتشرت في الشوارع والميادين وعلي زجاج السيارات والحوائط وتحمل شعارات "هل صليت علي النبي اليوم" و"هل استغفرت اليوم".. فالبعض يري ضرورة إزالتها والبعض الآخر يري عدم الالتفات إليها لأنها بمثابة "موضة" وعدم منحها أي اهتمام بينما يري آخرون أن هذه الملصقات صورة لتذكير الناس بالله سبحانه والصلاة علي النبي صلي الله عليه وسلم. يري الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف في تصريحات له أن انتشار هذه الملصقات يدعو إلي الريبة والشك لأن لكل مقام مقال والعبادة لها مكانها في المساجد مشيراً إلي أنه رغم أهمية الصلاة علي النبي صلي الله عليه وسلم إلا أن انتشاره ليس مبرراً ولا مستحسناً لاسيماً أن من يقوم بهذا أناس غير معروفين يغلب علي الظن أنهم يسعون لتحقيق أهداف من ورائها ليست في مصلحة الوطن مشدداً علي أن الوزارة بدأت إزالة أي ملصقات دينية أو مسميات علي واجهات المساجد أو حتي في داخلها سواء كانت بالإيجاب أو بالسلب لأن الوزارة تهدف إلي تبرئة ساحات بيوت الله من كل هذه الملصقات. أكد الدكتور مجدي عاشور المستشار الأكاديمي لمفتي الجمهورية أن نصوص الإسلام تواترت علي حث الناس علي احترام رموز الإسلام ومقدساته. ومنها تعظيم رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم. فقد قال الله تعالي: "ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه" إلا أنه في الوقت الذي نحث فيه علي تبجيل وتعظيم جميع الأنبياء وعلي رأسهم نبينا الكريم سيدنا محمد صلي الله عليه وآله وسلم. ومن مظاهر ذلك كثرة الصلاة والسلام عليه. تحققاً بقول الله تعالي: "إن الله وملائكته يصلون علي النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما" فإننا في الوقت ذاته ندعو إلي الحذر من تحويل أمر كريم كهذا إلي سبب للشقاق والتنازع في المجتمع. فتنقلب المصلحة إلي مفسدة أعظم. خاصة أن رسولنا العظيم لا يحتاج إلي من يذكر المسلمين به بطريقة مخطئة. إذ هو في قلب كل مسلم وعلي لسانه في كل صلاة. وما أسوأ أن يستخدم الشيء المنوط به تجميع القلوب في تنافرها وتباغضها وإيقاع الفتنة بينها. تذكير بعدم الغفلة يقول الشيخ محمد أبوالخير مدير مديرية أوقاف المنتزه إن هذه الملصقات تعد تذكيراً بالمواظبة وعدم الغفلة إلا أنه في حالة إثارتها للمسيحي أو اليهودي فيجب إزالتها فوراً لأنه في تلك الحالة الإسلام لا يقبلها. لأن الإسلام يحوي جميع فصائل الشعب ويتعامل معها وهي مرفوضة في حالة حدوث أي بلبلة تثير البلاد. أكد الشيخ عبدالرحمن نصار إمام مسجد القائد إبراهيم أنه لا مانع من انتشار تلك الملصقات لأنها لا تثير حفيظة أي فصيل ولم نتلق أي شكاوي بشأنها. يري الشيخ حسن عبدالبصير إمام مسجد الشهداء أن تحول الدين إلي شعارات مرفوض نهائياً مشيراً ومخالفاً للشرع وتساءل لماذا تظهر هذه اللافتات في هذا التوقيت تحديداً؟.. وأكد أنها رسالة سياسية إخوانية لإثبات أنهم متواجدون في الشارع. يقول خالد سليم المستشار القانوني إن الصلاة علي النبي صلي الله عليه وسلم لا تحتاج لملصقات ولا شعارات بل تحتاج لأن يسير كل منا علي هدي الرسول الكريم وتطبيق سنته والالتزام بأخلاقيات الإسلام مشيراً إلي أن من يقوم بوضعها لا يأثم عليها ولكنه يثاب علي العمل في حالة وضعها بنية خالصة لله.. وأكد أن الخوف من تلك الملصقات أن يكون هدفها سياسياً تحت غطاء ديني وفي هذه الحالة يجب تطبيق قانون المرور بفرض غرامة فورية تتراوح من 100 إلي 300 جنيه علي كل من يضع تلك الملصقات.