ودع الآلاف من أهالي مدينة قويسنا بمحافظة المنوفية في جنازة عسكرية وشعبية مهيبة بالدموع جثمان الشهيد عقيد شرطة إلهامي عبدالمنعم رئيس البحث الجنائي لقطاع شمال سوهاج الذي استشهد إثر اصابته بطلقات نارية أثناء مشاركته في حملة أمنية أول أمس لضبط عناصر إجرامية خطرة بجزيرة طما وذلك عقب صلاتي العصر والجنازة بمسجد أبوالنصر بحضور المحافظ د. أحمد شيرين فوزي واللواء سعيد توفيق مدير الأمن والعشرات من القيادات الأمنية وتمت مواراة الجسد الملفوف بعلم مصر التراب بمقابر الأسرة بالمدينة. لم تتمالك زوجته "شيرين سعد" نفسها من البكاء وقالت: كان يتمني الشهادة وأحس أنه لن يعود إلي أسرته من عمله بسوهاج وأعطاني صورته وقال لي ضعيها هنا.. واختتمت كلامها ب "حسبنا الله ونعم الوكيل". انخرط نجله أحمد في بكاء متواصل يمزق قلوب السامعين وقال "أشوفه فين تاني. الله يرحمك يا بابا. حتوحشني". أكد "شقيقه" محمد "رجل أعمال" وعيناه تذرفان بالدموع أن الشهيد كان الأخ الأكبر لأشقائه إيهاب وهالة "بالسعودية" ود. غادة أستاذة بالجامعة وليلي "ربة منزل" وكان يتمتع بدماثة الخلق ووجهه الباسم والتفاني في العمل وكان حريصاً علي تطبيق القانون موضحاً أن أسرته مكونة من 3 أبناء ولدان وبنت هم: أحمد "15 عاما" وعمر "13 عاما" ونورين "9 سنوات" وزوجته شيرين سعد السيد "40 سنة" طبيبة. أضاف أنه كان دائم السؤال عن أشقائه خاصة بعد وفاة والديه وكان بارا بهما أيضا إلي جانب التواجد والتزاور مع عائلته خاصة في المناسبات رغم ظروف عمله الصعبة بسوهاج وإقامة أسرته بالإسكندرية مطالبا بضرورة القبض علي الجناة والقصاص لدم الشهيد. قال محمود عبدالحميد "أحد الأهالي" إن الشهيد كان يمد يد المساعدة لأبناء المنوفية عامة وقويسنا بصفة خاصة ووفاته نزلت علي رءوسنا كالفاجعة لكن نقول "إنا لله وإنا لله راجعون". سادت حالة من الحزن في أنحاء المدينة واتشحت السيدات والفتيات بالسواد وتوافد أبناء المنوفية وزملاء وأصدقاء الشهيد علي سرادق العزاء الذي اقامته الأسرة لتقديم واجب العزاء في الشهيد.