حكت له أمه عن ذلك الديك الأبيض الذي يظهر في أراضي الناحية وخاصة في أرضهم بحوض الشراوي. حكت له كيف كان أبوه يسهر طوال الليل عند الساقية: زحف علي الأرض وطلع علي الجميزة. رأي امرأة تخرج من الماء. كاد يسقط من الرعب لولا انه تشبث بفرع الجميزة. وخيل إليه في الوقت نفسه ان المرأة قد أشارت ناحية الأرض وحين نظر رأي الديك الأبيض الذي يحكون عنه. ديكا أبيض له ريشتان سمراوتان. عرفه أحمر يميل قليلاً علي عينيه. يمشي مزهواً وهو يفرد أصابعه علي الأرض ويهتز. احتار ماذا يفعل. تكرر ظهور المرأة والديك. حاول بعد ذلك أن يمسكه أكثر من مرة فكان كلما اقترب منه يختفي ويظهر في مكان آخر. وحاول أهل القرية بلا فائدة. حتي عم السيد الدبة. هكذا اطقوا عليه لقب الدبة.ربما لقصره الشديد فكان يمشي يدب علي الأرض بجسده القصير المدكوك. وبرغم شهرته الواسعة في بلدنا والبلاد المجاورة في أعمال السحر والشعوذة. لم يستطع هو الآخر أن يفعل شيئاً. إلي أن جاء البلد رجلان يقال أنهما من المغاربة. كانا يجوبان البلاد. إلا أنهما توقفا طويلا في بلدنا خاصة عند الساقية. غابا عدة ايام وظهرا مرة أخري ليلاً. هكذا رآهما من فوق الجميزة ورأي أحدهما يتمتم بكلمات وبدأ في التعزيم وظهرت المرأة وأشارت وظهر الديك الأبيض. كان عليهما ان ينتظرا قليلاً حتي يؤذن مرتين وعند آخر الأذان الثاني استطاعا الإمساك به وذبحاه وحين تساقط الدم علي الأرض. انفتحت الأرض عن الكنز. حين طب من فوق الجميزة وزحف إلي المكان بعد أن رحلا. وجد أن الأرض انغلقت علي سرها وبقايا من الكنز. جمال فوزي حمزة شوبر مركز طنطا