وسط الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها مصر. والتي تعتبر حتي الآن حجر عثرة أمام تحقيق وجني ثمار ثورة 25 يناير.. تنهال علينا الآن عروض مبشرة في إصلاح وضعنا الاقتصادي من جهات متعددة. بالأمس القريب قرر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رصد أربعة مليارات دولار لدعم الاقتصاد المصري بعضها علي شكل منح والأخري قروض ميسرة. والبعض لشراء سندات.. ودعم البنك المركزي وغيرها من المشروعات التي ستوضع علي مائدة البحث بين الجانبين المصري والسعودي لتفعيل هذا الدعم. وبالأمس أيضاً قرأنا مبادرة أمريكية لإسقاط مليار دولار من ديون مصر للولايات المتحدة علي عدة سنوات ورصد مليار دولار أخري كضمانات قروض. ثم اعتماد مشروعات استثمارية أخري تساعد علي تجاوز مصر كبوتها الاقتصادية التي تمر بها حالياً. واليوم تتقدم دولة قطر الشقيقة بمبادرة قيمة باعتماد عشرة مليارات دولار لاستثمارها في مصر في مشروعات مشتركة متعددة لتوفير فرص عمل جديدة وتوسيع آفاق التعاون بين البلدين. صرح السفير صالح البوعينين سفير قطر بالقاهرة بأن وفداً قطرياً سيصل إلي القاهرة برئاسة خالد بن حمد العطية وزير التعاون الدولي ويضم العديد من رجال الأعمال وممثلي الشركات الكبري لبدء مباحثات مهمة مع الدكتورة فايزة أبوالنجا وزيرة التعاون الدولي وعدد آخر من كبار المسئولين تتركز علي تفعيل الاستثمارات المشتركة وتشكيل لجنة مصرية قطرية للإعداد لحزمة من المشروعات في ضوء توجه قطر لدعم الاقتصاد المصري بعد ثورة 25 يناير. إلي جانب هذا وذاك تبحث قمة الدول الثماني الكبري غداً في فرنسا تقديم مساعدات لمصر وتونس وليبيا الثائرة لمساعدتها علي تجاوز أزماتها الاقتصادية. كل هذه الأخبار سارة ومفرحة ومبشرة بالأمل.. لكننا لا نريدها أن تكون مجرد أخبار علي صفحات الصحف.. وإنما نريد تحويلها إلي واقع ملموس.. وهذه مهمة مصر بالدرجة الأولي. فالدول أعلنت حسن نواياها وعلينا أن ندخل في مباحثات شاملة وسريعة مع هذه الجهات لتبدأ علي الفور في تنفيذ وعودها وتحويل تصريحاتها إلي شيء عملي. وعلي مجلس الوزراء في مصر أن يشكل لجاناً اقتصادية مصرية علي أعلي مستوي تتفرغ تماماً لمتابعة المشروعات التي تطرحها هذه الجهات.. وأن تطرح تفاصيل هذه المباحثات علي رجل الشارع المصري ليطمئن إلي جدية الوعود وأن حياته سوف تتغير علي المدي القريب والبعيد. وعلي الأصوات التي تتشكك في صدق نوايا الدول الشقيقة والصديقة أن تخرس ولا تثبط من عزيمة الدول والجهات التي تقدمت بهذه المبادرات حباً في مصر. السعودية وقطر كل منهما بلد شقيق وحبيب وعلينا أن نقدر ونشكر صنيعهما وأن نطرح التفاصيل الكاملة لكل مشروع يقومان بتنفيذه علي المواطنين بدقة.. وتجيب هذه التفاصيل علي نوعية المشروع ومدي أهميته في حل المشكلة الاقتصادية والمبلغ المعتمد لتنفيذه والموعد الذي سيبدأ وينتهي فيه هذا التنفيذ. الصراحة تؤكد المصداقية وتريح النفوس.