اليوم.. تتوقف عقارب الساعة عند التاسعة صباحاً. اليوم.. يقف العالم كله علي أطراف أصابعه.. من يحبنا أو يكرهنا ومن يساندنا بحب أو يتآمر علينا بحقد وغل وكراهية. اليوم.. كل العيون مركزة علي مصر.. مصر وفقط. اليوم.. عرس الديمقراطية وليلة زفافها. اليوم.. انتخابات الرئاسة.. والاقتراع فيها علي مصر.. أولاً وقبل أي شيء. الدولة بكافة مؤسساتها وأجهزتها لا صوت فيها يعلو علي صوت الانتخابات.. الكل استعد واتخذ من الإجراءات ما يكفل نجاح هذا الاستحقاق الأهم في خارطة المستقبل.. "الحاكم رقم 19 لمصر". وإذا كانت السلطة التنفيذية قد تأهبت لهذا الحدث الأبرز. وإذا كانت السلطة القضائية قد اختارت بعناية القضاة المشرفين علي التصويت ووزعتهم مثلاً علي اللجان وتم توفير كل الأجواء التي تعينهم علي أداء مهمتهم الوطنية. وإذا كان الجيش والشرطة سيتوليان تأمين اللجان ومحيطها بأكثر من 300 ألف ضابط وجندي.. وإعداد الفرق المتخصصة من الصاعقة والقوات الخاصة لمواجهة أي طاريء وأي محاولة يقدم عليها الإخوان وأذرعتهم الحقيرة لتعكير صفو هذا العرس. وإذا كان قد تم تأمين طباعة أوراق الاقتراع حتي لا يتكرر الشغل السفلي الذي حدث في المطابع الأميرية وداخل اللجان فيما يسمي "الورقة الدوارة" من أجل مرسي وعصابته. وإذا كان الطقس نفسه كما قالت هيئة الأرصاد سيكون ربيعياً جميلاً مما يعطي إشارة واضحة إلي أن الله سبحانه وتعالي مع مصر وشعبها. إذا كان كل هذا متوفراً.. فماذا يعوق الناخبون عن الإدلاء بأصواتهم.. ؟؟ ان قاعدة البيانات تضم 54 مليون مصري لهم حق التصويت.. نطمع أن ينزلوا جميعاً.. أو نأمل أن يشارك منهم 40 مليوناً.. أو نرجو ألا يقل عدد المشاركين عن 30 مليوناً. هذا حق دستوري وقانوني لا يمنع الناخب عن أدائه إلا "الشديد القوي" كما يقولون.. أي ظروف قهرية غلبت المواطن وحالت دون نزوله مثلما يحدث في كل الدول الديمقراطية. نعم.. أنا مع المشير السيسي قلباً وقالباً وسأعطيه صوتي ولو استطعت ان أعطيه "مليون صوت" لفعلت.. أليس هو الذي حمل روحه علي كفيه في 30 يونيه و3 يوليو وما قبلهما وبعدهما مضحياً لكل مرتخص وغال من أجل مصر واستجابة لشعبها؟؟ انه علي مقاس كرسي رئاسة مصر. لكن.. هذه القناعة الذاتية التي يشاركني فيها حتماً ملايين الملايين من أبناء شعب مصر ليست اختياراً اجبارياً للجميع.. لا.. المهم عندي أن تنزل وتشارك بإيجابية ولا تتقاعس بحجة "صوتي لن يفرق" ولا تبطل صوتك بدعوي ان المرشحين لا يعجبانك. يا أخي.. الرهان اليوم علي مصر.. وعندما يكون الرهان علي الوطن "المستهدف" فإن الإحجام "خيانة" وإبطال الصوت هو "التواطؤ" في أجلي صوره.. ونحن جميعاً نعرف من هو الخائن ومن المتواطيء ولا نعيره اهتماماً ولا ننتظر منه أن يكون وطنياً.. فلا تتشبه بهؤلاء "السفلة". أيها المواطن المصري.. مصر تحتاج فعلاً لصوتك اليوم فلا تبخل عليها به.