رغم مشاركة العديد من الوجوه الأدبية والثقافية المخضرمة في مؤتمر اليوم الواحد لفرع ثقافة المنيا إلا أن الأغلبية والفاعلية كانتا من نصيب الوجوه الشابة من المبدعين والنقاد الذين أثروا المؤتمر باسهامات ورؤي وتجارب جديدة أثني عليها الكبار الذين كان منهم رئيس المؤتمر الشاعر حمدي أبوزيد وأمينه العام علاء سيد عمر والشاعر علي سيد شحاتة. عقد المؤتمر بمسرح قصر ثقافة أبوقرقاص تحت عنوان "القادمون" برعاية اللواء صلاح زيادة محافظ المنيا والشاعر سعيد عبدالرحمن رئيس هيئة قصور الثقافة ود. فوزية أبوالنجا رئيس اقليم وسط الصعيد الثقافي.. أما د. شعيب خلف مدير عام فرع ثقافة المنيا فقد كان "الدينامو" الحقيقي الذي يوجه وينظم ويتابع شباب المبدعين مع طه سالم مدير الخدمات الثقافية.. واستضاف المؤتمر د. جمال التلاوي المثقف والناقد والقاصي.. والكاتب الصحفي مؤمن الهباء رئيس تحرير المساء.. ومحمد موسي توني رئيس اقليم وسط الصعيد الثقافي السابق.. وشوقي السباعي مقدم المؤتمر. في الجلسة الافتتاحية طالب رئيس المؤتمر حمدي أبوزيد بدور فعال للحركة الثقافية في تجميع الصف الوطني لبناء مصر الحديثة بسواعد كل أبنائها.. مؤكداً أن الجيل الجديد من المبدعين فرض نفسه من خلال عطائه الابداعي ونشاطه الواضح في الحركة الثقافة من أجل مستقبل مشرق لمصر والمصريين.. وأشار الأديب علاء سيد عمر أمين عام المؤتمر إلي أن لديه ايمانا بضرورة كسر المعتاد والمألوف من جانب الجيل الجديد للمبدعين "القادمون"..مضيفاً ان الحراك الأدبي يشهد طفرة كبيرة من خلال هذا الشباب الذين يبلغ عددهم حوالي 200 أديب وشاعر شاركوا بإسهاماتهم في مجلة "إضاءات" التي تصدر عن فرع ثقافة المنيا وسلسلة "كاتب ورسام". وقال د. شعيب خلف ان فرع ثقافة المنيا يولي اهتماما خاصا للمبدعين الشباب.. وقد خصص هذا المؤتمر لعرض ومناقشة ابداعهم ايمانا بأن هؤلاء "القادمون" هم صناع المستقبل وهم الطاقة الهائلة التي تتحرك بها قافلة الثقافة والتنوير في المنيا الغنية بشبابها ومبدعيها ومثقفيها من أجل التواصل مع الجماهير. وجه مؤمن الهباء التحية إلي شباب المبدعين في المنيا.. كما وجه التحية إلي من اختار "القادمون" عنوانا لهذا المؤتمر المتميز.. مؤكداً ثقته في أن هؤلاء "القادمون" هم الأقدر علي صياغة خطاب ثقافي جاد وحقيقي في هذا الوطني يقوده إلي الحرية والديمقراطية الحقيقية بعد أن سئمنا من النخبة الثقافية المزيفة التي أزكمت الأنوف بثقافتها المزيفة والسطحية وأفسدت الهواء الذي يتنفسه الوطن.. وطالب الجيل القادم من شباب المبدعين بأن يجعلوا الصدق عنوانهم ويبتعدوا عن الفساد والمفسدين باعتبارهم قادة الرأي في الزمن القادم. تحدث د. جمال التلاوي عن بعض جوانب تجربته في الحياة الثقافية وما واجهه من عتبات وما اكتشفه من حقائق مذهلة تؤكد فعلا أن هناك فسادا خطيرا وتزييفا كبيرا يجب القضاء عليهما إذا أردنا ان يكون المستقبل أفضل من الماضي والحاضر. وأشار إلي أن محافظة المنيا غنية بمبدعيها وبالحراك الثقافي الواسع الذي تشهده.. مؤكدا أن الثقافة الحقيقية ليست في العاصمة بل يصنعها ادباء وشعراء ونقاد الاقاليم ووجه التحية إلي الشباب الذين شاركوا في المؤتمر وفي مقدمتهم الشاعر أسامة أبو النجا والقاصي محمد عبدالحكم والشاعر محمد عبدالقوي والناقدة د. ريهام حسني. كرم المؤتمر كلا من محمد موسي توني وأسامة أبو النجا ومحمد عبدالحكم. في جلسة الشهادات أكد محمد موسي توني ان مشكلة الثقافة ليست وليدة نقص الامكانيات المادية وانما بسبب قصور في العنصر البشري.. مشيرا إلي أن الجيل السابق كان يؤدي دوره في القري والنجوع بأقل الامكانيات.. ودعا إلي تطوير الخطاب الإعلامي والديني والثقافي لانقاذ مستقبل مصر.. وطالب الروائي محمد عبدالحكم بضرورة الاهتمام باكتشاف المبدعين الحقيقيين ونشر أعمالهم.. وأشار الشاعر اسامة أبوالنجا إلي أن ثقافة المنيا خصصت نشاط هذا العام لشباب المبدعين من كتاب القصة والشعر والمسرح والنقد الأدبي في ضوء الحراك الثقافي الجديد. شارك في الجلسات البحثية د. ريهام حسني التي قدمت دراسة وافية عن القصة القصيرة في ابداع شباب المنيا.. كما قدم د. أبو الفتوح البرعصي رئيس نادي أدب البادية نماذج لشعر البادية وأغانيها. وفي المساء عقدت أمسية شعرية ألقي فيها شعراء المنيا وضيوفهم قصائد بالفصحي والعامية.