ارتفعت حصيلة القتلي نتيجة انفجار منجم الفحم بمدينة سوما غرب تركيا إلي 274 وذكرت شبكة "إيه بي سي نيوز" الأمريكية أنه بهذا العدد تكون هذه أسوأ كارثة مناجم في تاريخ تركيا. ويعتقد أنه مازال يوجد مئات العمال محاصرين داخل المنجم الواقع في المدينة التي تبعد حوالي 480 كيلومترا جنوب غربي اسطنبول وأعلن رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان الحداد لمدة ثلاثة أيام. وأبرزت هذه الكارثة السجل السيء لتركيا بشأن سلامة العمال وجلبت دعوة متجددة من جانب المعارضة لإجراء تحقيق في تراجع معايير السلامة في مناجم كانت الدولة تديرها في السابق. وقد صب أقارب ضحايا انفجار منجم الفحم بمدينة سوما في محافظة مانيسا بغربي تركيا جام غضبهم علي رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وهتف أهالي الضحايا المتجمعون ضد أردوغان أثناء تحدثه لوسائل الإعلام وطالبوه بالاستقالة ثم هتفوا القاتل واللص أثناء توجهه لسيارته وواجه المتظاهرون الغاضبون قوات مكافحة الشغب الذين كانوا يرتدون الأقنعة الواقعية من الغازات ويمسكون بمدافع المياه أمام مقر حزب العدالة والتنمية الحاكم وفي مناطق أخري من البلاد واجه المحتجون قوات مكافحة الشغب التي فتحت مدافع المياه في محاولة لتفريق المتظاهرين الذي تجمعوا بميدان تقسيم في اسطنبول حيث دعمت الشرطة من تواجدها هناك لمنع أي تظاهرات. وبدأت التظاهرات في تقسيم بحوالي 30 شخصا تجمعوا للقيام بتظاهرة صامتة احتجاجا علي الحادث الذي وقع في منجم مانيسا بمنطقة بحر إيجة وظلت هذه المجموعة صامتة ودون حركة علي الأرض بالميدان لبعض الوقت ثم تفرقوا دون هتافات أو رفع شعارات أو تصريحات للصحفيين. وفي منطقة قادي كوي باسطنبول أيضا بدأت محتجون في اعتصام ثم أشعلوا الشموع لضحايا انفجار المنجم من العمال ثم هتفوا بشعارات مثل "سنحرق القتلة بنفس الفحم الذي ابتلع عمال المنجم" و "هذه ليست اصابة عمل بل جريمة قتل" و "عمال المنجم لم يموتوا بل قتلوا". وفي منطقة أخري باسطنبول التي بدأت فيها شرارة الاحتجاجات ضد حكومة أردوغان العام الماضي وتحديدا في حق "ليفينت" اتخذت قوات الشرطة اجراءات أمنية مشددة أمام مكتب شركة سوما القابضة الشركة المالكة لمنجم الفحم كإجراء احترازي في حال نشوب تظاهرات أو اعتداءات. وفي مدينة اسكيشهير أشعل اعضاء اتحاد الشباب التركي واتحاد شباب العمال الشموع لتأبين ضحايا انفجار المنجم مرتدين خوذات عمال المناجم وظلوا يهتفون لساعات متهمين الحكومة بأنها هي التي قتلت عمال المنجم علي حد وصفهم. كما بدأ مواطنون آخرون في أنقرة اعتصاما بميدان جوفان بارك بقلب العاصمة التركية فيما قام أعضاء منظمة بيوت الشعب المدنية بمسيرة في اتجاه مبني وزارة الطاقة والموارد الطبيعية بالمدينة ورددوا هتافات احتجاجا علي وقوع الكارثة ومن جانبهم حاول طلبة جامعة الشرق الأوسط التقنية بأنقرة السير في اتجاه الوزارة للاحتجاج علي مقتل عمال المنجم إلا أن قوات الشرطة استخدمت مدافع المياه والغازات المسيلة للدموع لمنع المسيرة.