الإخوان يريدون حكم مصر لأنهم يريدون تطبيق الشريعة التي فيها صلاح البلاد والعباد.. ومع ذلك فإن الفترة التي حكموا فيها لمدة سنة لم يأت ذكر الشريعة علي لسانهم أبداً. وهاهم الآن يمارسون التظاهر المغلف بالعنف ويقومون بعمليات تفجير هنا وهناك ويوقعون الضحايا من منطلق عودة الشرعية لتطبيق حكم الشرع.. فهل هم معنيون بالفعل بتطبيق حكم الشرع؟! هناك حادث ارتكبه شاب ينتمي هو وأسرته إلي جماعة الإخوان هز الرأي العام كله في مصر.. حادث فريد من نوعه كان مسرحه عزبة الستين مركز صان الحجر بمحافظة الشرقية. أسرتان متجاورتان في العزبة.. إحداهما من المؤيدين للمشير عبدالفتاح السيسي والمرشح لرئاسة الجمهورية.. والأخري تنتمي لجماعة الإخوان المناهضة للمشير.. الأسرة الأولي أذاعت أغنية "تسلم الأيادي" التي تكرهها جماعة الإخوان الأمر الذي أغضب الأسرة الثانية.. فماذا فعلت؟! يمكننا أن نتصور أي طريقة للرد علي الأسرة الأولي حتي ولو كان الضرب أو القتل.. لكن أحداً لا يتصور أن يقوم الشاب الإخواني ابن الأسرة الثانية باستدراج طفل الأسرة الأولي البالغ من العمر 9 سنوات إلي أحد المخازن ثم يغتصبه انتقاماً من أسرته!! هل يمكن أن يتصور أحد أن يصدر هذا التصرف من شاب ينتمي هو وأسرته لجماعة "إخوان مسلمين"؟! أي إخوان هم؟! وأي إسلام هذا؟! وبماذا نصف هذه الجريمة البشعة؟ هل نصفها بأنها اغتصاب شرعي مشروع يقره الدين؟! يمكن أن نتخيل أي تصرف انتقامي إلا هذا التصرف الوحشي الإجرامي اللاأخلاقي اللاإسلامي الذي لا يقره أي دين فما بالك بالإسلام؟ العوض علي الله في المبادئ والقيم والأخلاق.. العوض علي الله فينا نحن المصريين الذين وصلنا إلي هذا الدرك من الإسفاف.. العوض علي الله في جماعة الإخوان التي فقدت كل القيم التي كنا نتوسمها فيها والأمل الذي علقناه عليها في يوم ما ثم سرعان ما انهار عند أول احتكاك عملي. قد يقول قائل إنه تصرف فردي لا يمكن أن ينسحب كلياً علي الجماعة.. ونرد بأن الجماعة أساءت إلي نفسها وإلي كيانها قبل أن تسيء إلي الآخرين بتصرفاتها كأفراد وكجماعة. تخيل نفسك تحسن الظن بإنسان علي أنه يمثل لك النموذج الأفضل لكل القيم الجميلة ثم تكتشف أنه علي العكس من ذلك تماماً.. تتخيل أنه صرح عظيم عالي البنيان ثم ينهار فجأة مع أول اختبار.. عشوائية وتخبط في كل شيء.. في الأفعال والتصرفات.. وفي الأقوال والتصريحات. أعود إلي الطفل المسكين الذي شعر هو وأسرته بانكسار وذلة نفس.. وأتساءل من يعيد إلي هذا الطفل رجولته بعد أن يبلغ سن الرشد؟ ومن يعيد إلي هذه الأسرة كرامتها وقد أصبحت موصومة بالعار؟! وأغرب الأمور في هذه المأساة أن الحكومة غائبة تماماً عن هذا المشهد المأساوي فالشاب المغتصب وأسرته لم يكتفوا بما فعلوه بل يواصلون جبروتهم بالاعتداء المستمر والضرب المميت علي أسرة الطفل الضحية. ويا وزارة الداخلية.. ويا أيها الجنرالات واللواءات.. ويا حكومة محلب الانقاذية.. هل من مغيث؟ ويا سيادة المستشار النائب العام ألم تسمع وتقرأ عن هذه الجريمة البشعة.