شهدت منطقة "عرب الطوايلة" بعين شمس الغربية حالة من الهدوء والسكينة والطمأنينة بعد انتهاء الشائعات التي أثيرت وهددت أمن المنطقة الخميس الماضي والذي اتضح إثرها أن المبني محل النزاع هو مصنع نسيج وليس مبني كنائس كان يملكه رجل أعمال مسلم وقام ببيعه لرجل أعمال مسيحي وظل مغلقا بعد بيعه ولم يفتح إلا مرة واحدة عام 2008 ليؤدي الأقباط الصلاة فيه. يشهد عدد من الشيوخ والقساوسة اليوم جلسة صلح عرفية لإحتواء الأزمة. يقول نصر عدلي صاحب مصنع تطريز: نعيش مع اخواننا المسلمين منذ قديم الأزل ولم تحدث بيننا وبينهم أي مشاحنات أو نزاعات لان الذي يربط بيننا المحبة والاخاء والسلام فكلنا يد واحدة ولن نسمح بدخول أيادي الفتنة بيننا فالمشكلة التي أثيرت في منطقة "عرب الطوايلة" بعين شمس وراءها أيدي خفية تريد التفريق بين نسيج الوطن الواحد لان هذا المبني اتضح انه ليس كنيسة فهو مصنع لنسيج الملابس صاحبه أحد رجال الأعمال الأقباط الذي اشتراه من رجل الأعمال المسلم محمد عزيز منذ 8 سنوات ولكن أراد رجل الأعمال المسيحي غلقه أكثر من مرة وتحويل المبني إلي كنيسة ولكن رخصة المصنع سارية إلي الآن باسم مصنع نسيج الشرق ولا يوجد أي ترخيص بتحويله إلي كنيسة. عطا اسحق صاحب عقار بالمنطقة: أعيش مع المسلمين جنباً إلي جنب مع الأحزان قبل الأفراح حيث يوجد بالمنطقة حوالي 20 ألف أسرة مسيحية تابعين لطائفة الكاثوليك ولا توجد كنيسة قريبة بالمنطقة نصلي بها ونمارس شعائرنا الدينية بحرية فيها ولكن فوجئنا بأن رجل الأعمال المسيحي الذي قام بشراء مبني مصنع النسيج يقول لكثير من الأسر المسيحية انه حصل علي ترخيص بتحويل المبني إلي كنيسة وتم بالفعل فتح أبواب المبني يوم 23/11/2008 للصلاة فيه ولكن أغلقتها المحافظة في نفس اليوم لعدم وجود رخصة حيث ان الرخصة الأصلية مازالت سارية حتي الآن باسم المصنع وحدثت مشاجرات عدة مرات بين أهالي المنطقة بسبب وجود مسجد النور أمام المصنع مباشرة ولا يفصل بينهما شيء ولكن أجهزة الأمن المركزي والشرطة العسكرية تمكنت من السيطرة علي الموقف وعودة الحياة في الشارع إلي طبيعته. أم أيمن زكي مسيحية: لا يرضي أحد أن يظل النزاع مفتوحا بين الأقباط والمسلمين بهذا الشكل فنحن نعيش معهم يداً واحدة ضد أي فتنة ولكننا نحتاج لبناء كنيسة للكاثوليك في أسرع وقت حتي نستطيع الصلاة بها وتكون قريبة من مسكننا وهذه هي نقطة النزاع أتمني أن يعم السلام المنطقة وتسود حالة من الاستقرار فلا نعلم لماذا يعترض بعض الأشخاص علي عدم فتح بيت من بيوت الله ولماذا تحدث كل هذه المشاكل ولمصلحة مَنْ؟ جلسة عرفية سمير ملاك مسيحي 18 عاما: سيتم اليوم عقد جلسة صلح عرفية بين قيادات المنطقة مسلمين ومسيحيين بعين شمس لدراسة الوضع الحالي الذي تعيش فيه المنطقة لاحتواء الأزمة وستكون الجلسة من قيادات مجلس شعبي سابقين ومجموعة من الشيوخ وقساوسة الكنائس القريبة من المنطقة ونتمني أن يعم الاستقرار والهدوء في نفوس جميع المسلمين والأقباط لنحافظ علي أمن الوطن الواحد الذي نعيش فيه منذ الصغر وأن يهدأ الوضع وتنتهي الشائعات. يقول مايكل صفوت ومنير مرقس ان سبب الأزمة التي حدثت يوم الخميس الماضي هي مصنع نسيج وليس كنيسة كما أشيع فهذا المبني كنا نتمني حصول مالكه علي رخصة لتحويله إلي كنيسة ولكن لا نريد أن نخالف القوانين التي وضعتها الدولة حتي لا تحدث أي مشاكل وفي الوقت نفسه المبني محل النزاع عبارة عن عقار مكون من 5 طوايق تم انشاؤه عام 1987 بترخيص مصنع وكان يعمل به مئات العمال ولكن فجأة باعه صاحبه إلي رجل أعمال مسيحي ولم يقم بتشغيله حتي الآن وقد حاول أن يحصل علي ترخيص بتحويله لمبني كنائسي ولكنه فشل والكل يعلم هذا الموضوع منذ فترة. من جهة أخري التقت "المساء" ببعض المسلمين بالمنطقة لتوضيح وجهتي النظر: يقول وائل حسني مسلم: حالة الشارع هادئة بعد انتهاء الشائعات التي أثيرت منذ يومين بخصوص المصنع الذين يريدون البعض تحويله إلي كنيسة ولكن الحقيقة ان هذا المبني بداخله مصلي للمسلمين كان العاملون بالمصنع يصلون فيه أثناء تواجدهم بالمكان وقيل من قبل بعض الناس غير المعروفين لدينا ان تداخل كثير من زجاجات المولوتوف والأسلحة ولا نعرف حقيقة هذا الأمر بالتحديد ونريد تفتيش المبني للتأكد من صحة هذا القول لكسر شوكة الشائعات التي تتردد بين أهالي المنطقة. مصنع ملابس أحمد رمضان أبوعاليه إمام مسجد النور: هذا المبني مصنع ومسجل بالدولة والضرائب ومصلحة السجل التجاري حتي عام 2008 وبعدها قام صاحب المصنع الحاج محمد عز يسر ببيعه لرجل أعمال قبطيِ الذي قام بطرد 500 عامل ونحن واثقون ان هذا المبني مصنع ملابس وليس كنيسة لأننا نعيش بالمنطقة منذ 30 عاما والذي يحدث الآن ما هو إلا محاولة استفزاز المسلمين لأنهم يريدون تحويل المبني المقابل لمسجد النور بعرب الطوايلة إلي كنيسة وهذا ليس معقولا حيث لا يفصل بينهما سوي أمتار قليلة فقط. أضاف: قمنا في صلاة جمعة أمس الأول بمحاولة انهاء الموقف وذلك باقناع المتجمهرين حول المبني بالعودة إلي منازلهم ورددنا هتافات مسلم ومسيحي.. إيد واحدة. وطالبنا شبابنا المسلم خضوعا لتعاليم الدين الإسلامي بعدم الاعتداء علي أحد ودراسة الموقف بهدوء وتغلبنا علي الأزمة بعيدا عن المشاحنات. يقول أحمد حسني 19 عاما: ان مسألة اتهام السلفيين بمحاصرة مبني إدعوا انه كنيسة أمر مرفوض ولن نقبله فهو ليس له أي أساس من الصحة ولكن نعترف أن هناك فتنة للوقيعة بيننا وبين إخواننا الأقباط الذين نكن لهم كل احترام ومحبة وتقدير لذلك رفعنا لافتات "لا للفتنة الطائفية.. نعم للوحدة الوطنية" وأيضاً "كلنا فداك يا مصر". "لا لإثارة الفتنة.. هو مصنع ليست كنيسة".