الاستاذ الدكتور محمد إبراهيم عيد استاذ ورئيس قسم الصحة النفسية بكلية التربية جامعة عين شمس عكف علي دراسة مسيرة وتاريخ ومواقف المرشحين الرئاسيين عبدالفتاح السيسي وحمدين صباحي.. وخرج علينا بهذه النتائج التي نوجزها في التقرير التالي مشيراً إلي انه بني دراسته وتحليله علي أن هناك ثمة مفاتيح لفهم الشخصية والغوص في أعماقها من بينها المواقف والاختيارات.. فالانسان موقف.. والناس تقاس بالمواقف.. والمواقف تشبه الاشخاص فإذا كان الموقف صبورا شجاعا فصاحبه شجاعا وجسورا واذا كان الموقف ضعيفا ومتخاذلا فصاحبه ينطبق عليه نفس الصفات. عبدالفتاح السيسي.. شجاعة ان تكون قلنا ان هناك مفاتيح لفهم الشخصية والغوص في اعماقها من بينها المواقف والاختيارات.. والاختيار لا يكون الا بين ضدين وطرفين ونحن ما نختار قل لي ماذا تختار اقل لك من أنت فاختيار المرء تشكيلة وجدانية عقلية قومية والانسان في نهاية المطاف هو اختياراته.. واختياراته تعبر عن شخصيته فاذا كانت تتسم بالقوة والوطنية والفداء فهي تعبير عن شجاعة أن اكون ما أريد ان اكون عليه.. واذا ما طبقنا ذلك علي عبدالفتاح السيسي نجد ان مواقفة تتسم بالجسارة والقوة في اتخاذ القرار فقد كان من الممكن ان يظل بجوار مرسي العياط "الرئيس المعزول" يستمد من وجودة بجواره ما يريد وان يكون يده الغليظة التي تقهر كل من تسول له نفسه الخروج عن الرئيس المعزول مستفيداً من الوجود بجواره مستبيحاً كل شيء وأي شيء ولكنه استجاب لنداء الجماهير وكان قراره العودة إلي الشعب لكي يمنحه التفويض والسؤال ماذا كان سيحدث اذا لم يستجب الشعب لمطالب السيسي.. الاجابة سيكون الثمن حياته.. أليس ما حدث جسارة وصلابه نفسية ووعي قومي بضرورة اتخاذ القرار من اجل مصر وكرامتها الضاربة في عمق التاريخ والانطلاق بالأمن صوب المستقبل وفق مشروع قومي مشترك فيه المصريون جميعاً من أجل مستقبل افضل الجزء الثاني لفهمه شخصية السيسي هو القرارات حيث تتسم قراراته بالشجاعة بداية من موقفه من الرئيس المعزول وانتهاء باستجابته لجماهير الشعب بالترشح لمنصب رئيس الجمهورية مروراً بخارطه الطريق لارساء قواعد الديمقراطية وتطهير سيناء من البؤر الارهابية واستطاع السيسي بقراراته الوطنية تدمير مئات بل الاف الانفاق التي اقامتها حماس وحينما رفضت الولاياتالمتحدة امدادنا بالسلاح او تلاعبنا بالمسائل كانت الشجاعة في التوجه إلي روسيا.. تلك بعض جوانب شخصية السيسي الثرية في محتواها المتعددة في جوانبها القوية في اعماقها.. الممتلئة وجوداً وحيوية وعمقاً والمعبرة دوماً عن مطالب الامة في التغيير والتقدم والمرسخة لمعاني شجاعة ان تكون حمدين صباحي.. ميكافيليه الفكر والسلوك والمواقف القيادة اعداد وممارسة عملية وعمل في مجالات الحياة التي تثدي مكونات صاحبها وتجعله جديراً بالعمل الرئيسي والسيد حمدين صباحي منذ نشأته وهو مولع بالقيادة وفي سعي دائم لان يكون قائداً أو رئيساً لجمهورية مصر العربية.. والسؤال ماذا فعل لتحقيق تلك الرغبة؟! هل مارس عملاً تنفيذياً.. هل انخرط في عمل اكاديمي أو دولي يكتسب من خلاله خبرات تنفيذية للقيادة وطريقه واعية للاستجابة لمطالب الجماهير في التعبير.. الاجابة للاسف لا.. فهو بعيد عن الساحة ولم يتول أي مهام تنفيذية أو تخطيطية تثري مصارف النظرية العامة.. اما ما يحدث من مواقف واختيارات السيد حمدين صباحي فهي تجسيد للتوجيه التي تتخذ من الميكافيلية في الفكر والسلوك والمواقف طريقاً لها فالغاية تبرر الوسيلة اسلوب حياة ومسار توجه وفكر.. فمواقف حمدين تثير الريبه بداية من تعاونه مع جماعة الإخوان وحركة 6 إبريل وهذه المواقف تجعل منه انساناً يسعي إلي تحقيق مآربه الشخصية بأي وسيلة فالنرجسيه تسعي دوماً لإشباع الحاجات الذاتية والتمركز حول الذات والسعي لتحقيق غاياتها ولو علي حساب الأهداف القومية. ويكفي هنا الاستشهاد برأي الاستاذ الكبير محمد حسنين هيكل عن ترشح حمدين حين قال انها ظاهرة طيبة ولكن لدي مشاكل ومعازير هي انه بعيد عن الساحة العالمية ولم يتول مهاماً في التنفيذ أو التخطيط.. والرأي الثاني عندما سئلت د. هدي عبدالناصر نجلة الزعيم الخالد جمال عبدالناصر عن حمدين وترشحه فأجابت بانه يتسم بسلوك تواؤمي وانه لا يمثل القوي الناصرية.