أجري وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الليلة الماضية اتصالاً هاتفياً بالرئيس الفلسطيني محمود عباس ناقشا خلاله آخر تطورات اتفاق المصالحة الفلسطيني والذي بموجبه ستبدأ حركتا فتح وحماس مناقشات لتشكيل حكومة وحدة في غضون خمسة أسابيع واجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في غضون ستة أشهر. وقالت جين بساكي المتحدثه باسم الخارجية الأمريكي إن الوزير الأمريكي أعرب عن خيبة أمله ازاء الإعلان عن اتفاق المصالحة. وأكد كيري مجدداً ضرورة التزام أي حكومة فلسطينية بما أعلن الرئيس عباس الالتزام به مسبقاً وهو الالتزام بنبذ العنف والاعتراف بحق إسرائيل في الوجود وقبول الاتفاقيات التي تم التوصل إليها مع إسرائيل سابقاً. كما ناقش كيري مع الرئيس عباس الجهود التي تم بذلها مؤخراً بشأن تمديد فترة المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وقالت المسئولة الأمريكية إن الإدارة الأمريكية حثت الطرفين علي ممارسة أقصي درجات ضبط النفس وتجنب اتخاذ أي خطوات تصعيدية. وأشارت الي أن الفريق الأمريكي برئاسة السفير مارتن انديك مازال في المنطقة. مؤكدة أن الأمر مازال متروكا للجانبين للمضي قدماً في العملية السلمية. من جانبها أشادت الصين باتفاق المصالحة الفلسطينية. بعكس الموقف الأمريكي الإسرائيلي. الذي ينهي انقساماً داخلياً استمر سبعة أعوام. وقالت إنه سيبني التضامن الفلسطيني الداخلي. وقال لافروف إنه حال تنفيذ قرار المصالحة الفلسطينية الداخلية الذي أعلن عنه. فإن "الوفد الفلسطيني سيتمكن من العمل بشكل أكثر مسئولية وفاعلية في المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي". وتابع لافروف قائلاً: "لا أعتقد أن وجود وفد فلسطيني موحد سيكون مخالفاً لمصالح إسرائيل". في حين رفض المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التعليق علي تلك الأنباء. وفقاً لما ذكرته صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية. كما أفادت التقارير. التي صدرت عقب انتهاء الاجتماع الوزاري المصغر الذي استمر 6 ساعات. بأن الحكومة الإسرائيلية قررت فرض عقوبات اقتصادية علي السلطة الفلسطينية. التي تتمتع بحكم ذاتي محدود في الضفة الغربيةالمحتلة. وبدوره وصف وزير الاقتصاد الإسرائيلي نفتالي بينيت قرار تعليق المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية. بالقرار "الصحيح والمتزن" وأكد بقوله: "أدعم رئيس الوزراء الذي عرف كيف يحمي مصالح إسرائيل وأم مواطنيها". مضيفاً: "لا ينبغي لأحد التفاوض مع قتلة". علي حد وصفه. فلسطينياً رحبت عضو اللجنة التنفيذية لمنظة التحرير الفلسطينية. د.حنان عشراوي. بتوقيع وفد منظمة التحرير الفلسطينية وحركة حماس علي اتفاق المصالحة الوطنية. داعية الجماهير الفلسطينية الي دعم هذا الاتفاق. وتنظيم تحرك فلسطيني وطني شعبي شامل لمراقبته والدفع بانجازه. وهنأ إسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة الشعب الفلسطيني بانتهاء سنوات الانقسام. وقال إن وفدي حماس ومنظمة التحرير الفلسطينية للمصالحة خلال الحوار عملا بروح الفريق الواحد والجميع كان يستحضر اللحظة التاريخية والمسئولية وما يجب أن تكون عليه النتائج هذه الجولة من الحوار. وجدد هنية التأكيد علي الالتزام بكل ما تم الاتفاق عليه في اتفاق القاهرة والتفاهمات الملحقة وإعلان الدوحة واعتبارها المرجعية عند التنفيذ. رحب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني. باتفاق المصالحة الفلسطيني. وعبر الزياني عن ثقته بأن انهاء الانقسام بين الأشقاء الفلسطينيين يعد خطوة في المسار الصحيح لتحقيق الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة. ويعزز الموقف الفلسطيني في مفاوضات السلام. مؤكداً المواقف الثابتة لدول المجلس بدعم القضية العادلة للشعب الفلسطيني. وفي السياق أكد الأمين العام للجامعة العربية د.نبيل العربي دعم جامعة الدول العربية التام للرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن" في مواجهة ما يتعرض له من ضغوط إسرائيلية. وطالب العربي جميع الأطراف الدولية والاقليمية المعنية بتوفير كل الدعم اللازم لانجاح جهود تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية. اتفاق المصالحة استشاط غضب الصحف الإسرائيلية والإسرائيليين. حيث زعمت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن اتفاق المصالحة الذي تم التوصل إليه مؤخراً بين حركتي فتح وحماس يعد بمثابة اهانة لاذعة لكل من اعتبر في وقت من الأوقات أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس "شريكاً في عملية السلام". وادعت "يديعوت أحرونوت" أن كلا من حركتي فتح وحماس. أصبحتا كيانين يكرههما كل من الشعب الفلسطيني والعربي علي السواء. مدعية أن كلا من حماس وفتح. تخشيان اندلاع انتفاضة فلسطينية جديدة. لأن الانتفاضة بجانب اندلاعها ضد إسرائيل فإنها ستحرقهما أيضاً. كما ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية الليلة الماضية. أن تقييمات وزارة الخارجية الإسرائيلية ترجح أن المصالحة الفلسطينية بعيدة كل البعد عن التنفيذ والتحقيق. وأشارت الصحيفة الي أن جناح الاستخبارات في وزارة الخارجية الإسرائيلي رجح أنه لاتزال هناك العديد من الفجوات الواسعة بين حركتي حماس وفتح من أجل اتمام المصالحة الفلسطينية .