لاحظت مؤخراً انشغال المحررين الفنيين باللغة المتدنية للحوار في السينما والتليفزيون.. والمؤكد أن هذه الظاهرة ارتبطت بالانحطاط الثقافي العام الذي يضرب الشخصية المصرية وبالذات لدي أجيال الشباب في مقتل كثيرون من علماء الاجتماع والنفس يشيرون إلي هذه الظاهرة كعلامة أكيدة فيما آلت إليه السلوكيات في الحياة اليومية وفي التعاملات داخل المؤسسات وفي الشارع وبين طلاب وطالبات المدارس. وداخل الجامعة وفي أروقة المستشفيات العامة والخاصة. وبين فئات اجتماعية لا ينقصها التعليم. والجدير بالاهتمام أن الخطاب البذئ الذي يصل إلي درجة الفُحش والسفالة أصبح منتشراً بصورة مُنذرة علي شبكة التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" وفي لغة الحوار السينمائي وفي الدراما التليفزيونية في كثير من الأعمال وحتي بين أفراد الأسر المحافظة. لقد تواري الخجل واصيبت اللغة العربية الدارجة ببذاءات السوقية والابتذال والأمر الذي يعني أن التراجع الحضاري والقيمي بات ظاهرة تهدد قوام المجتمع ومقوماته الأصيلة والمفارقة أن ظاهرة التدين الشكلي تسيطر علي المشهد العام الذي أصابه القبح عموماً. وفي الحلقة قبل الأخيرة في برنامج "آخر كلام" حذر الدكتور ناجح ابراهيم الباحث والعالم في الشئون الدينية. والذي يمثل هو نفسه قدوة رائعة للمسلم الحقيقي الذي يجسد قيم الإسلام الصحيحة. في هذه الحلقة التي اراها مهمة جداً ومفيدة. حذر الدكتور من "شرعنة الفحش" وهو تعبير دقيق جداً لشيوع الفاحشة في لغة الخطاب مما يمنحها قدراً كبيراً من الشرعية. والأكثر فداحة استخدام من يدعون الإسلام ويمارسون الإرهاب اللفظي والعملي تلك اللغة البذيئة والمنحطة. وبعضهم ممن يعتبرون "دعاة" ولهم مجاذيب يمشون وراءهم ويتخذونهم قدوة. ولاحظ أن منهم من ضبط في أوضاع مخلة "!!". والأخطر من الدعاة المتأسلمين الذين يشوهون الإسلام الذين يشوهون الإسلام علناً وفعلاً. كتاب السينما الذين "يشرعون" البذاءة بالاستخدام المسرف لها في عنصر الحوار وعند تصوير الانحطاط الأخلاقي. ولغة الفحش أو "التفحش" إذا ما استعرت كلمة الدكتور الجليل ناجح ابراهيم لا تقتصر علي الألفاظ المنحوتة بتلذذ وإمعان في السوقية. لا تتوقف عند التعبيرات اللفظية وإنما تطول أيضاً لغة الجسد. أي التعبير بالأرداف والصدر والأذرع و..الخ.. الخ.. وكذلك لغة "الأصوات" في ردود الأفعال ضحكاً أو سخرية أو في إشارات مسموعة ودالة علي مستوي التدني الذي وصلت إليه عناصر التعبير المسموعة والمرئية. وفي رأيي الذي لا أشك أنه رأي أغلبية كاسحة أن الانحطاط والبذاءة و"أسلحة الفاحشية" و"شرعنة التفحش" من العناصر المكونة لشخصية"الإرهابي" وتعتبر من بين عوامل التشجيع التي تجعل "الإناث" في الجامعة يقمن بنزع رداء أساتذتهن. وخلع صفة "حرائر" علي أمثالهن ليس سوي تعبير عن منتهي الحيطة والتراجع القيمي والسلوكي هؤلاء الحرائر يمارسن رذيلة "الفحش" والإرهاب في آن واحد. لا أريد أبداً أن أبدوا محافظة أو رجعية أو.. الخ هذه الأمور التي تستخدم في وصم المخالفين.. الأعمال الفنية الجميلة والمؤثرة ليست بالضرورة أعمالاً فاسقة أو تدعو وتشجع الفحشاء.. إنما الأمم الأخلاق ما بقيت. فإن هُم ذهبت أخلاقهم ذهبوا.