استعان عدد من المخرجين هذا العام ببعض الفنانين العرب لتجسيد الشخصيات المصرية التاريخية في مسلسلاتهم التي سيتم عرضها في رمضان القادم. حيث ستظهر الفنانة دُرَّة في شخصية برلنتي عبدالحميد. والفنان جمال سليمان في شخصية الراحل جمال عبدالناصر. والفنانة اللبنانية نور في مسلسل "سرايا عابدين" حيث تجسد أحد الأدوار التاريخية بالمسلسل. استطلعت "المساء" آراء بعض النقاد في هذه الظاهرة بالإضافة لمعرفة سبب اختيار المخرجين لهؤلاء الفنانين العرب والبعد عن الفنانين المصريين. المخرج عثمان أبو لبن يقول: اختيار الفنان لهذه الأدوار يعتمد علي أكثر من سبب أهمها هو عامل الشكل فمثلاً الفنان جمال سليمان يشبه الراحل جمال عبدالناصر كثيراً سواء في الطول أو ملامح الوجه والتي ببعض المكياج البسيط يصبح مثله. أضاف: كما أننا لا نتعامل بمسمي الجنسيات. وليس لدينا عنصرية في الفن لأن الدراما المصرية صناعة كبيرة وعملاقة مشيراً إلي أنه استعان ببعض الأساتذة في اللهجة المصرية حتي لا تكون عائقاً أمامهم أثناء الدور. قال المخرج مصطفي الشال: أرفض أن يجسد أي فنان عربي شخصية زعيم مصري راحل. لأن المصريين هم أدري بواقعهم وبتاريخهم فيجب علي من يقوم به أن يكون مصرياً. أضاف: اختيارات الفنانين العرب يأتي عن طريق شركات إنتاج هذه المسلسلات. والمنتج المنفذ المصري ليس عليه إلا الموافقة لأن المسلسل سيباع وسيأخذ من ورائه ما دفعه. والمخرج في هذه الحالة إذا وجد الفنان مناسب يوافق هو الاخر. أشار إلي أنه لا يعلم لماذا اختار المخرج عثمان أبو لبن الفنان جمال سليمان ليجسد شخصية الراحل عبدالناصر خاصة أن هناك أكثر من فنان مصري يصلح لتجسيد هذا الدور منهم "الفنان خالد صالح وخالد الصاوي ورياض الخولي" وغيرهم. أكد الناقد نادر عدلي أن سبب اللجوء للفنانين العرب يرجع إلي مقاطعة النجوم المصريين لتجسيد هذه الشخصيات التاريخية قائلاً: يفضل الفنانون المصريون أن يقدموا أعمالاً تخصهم وتعتمد علي شخصيات خيالية من وحي المؤلف ليضمنوا الشهرة والنجاح. كما انهم أصبحوا لا يفضلون البطولات الجماعية التي تعتمد عليها المسلسلات التاريخية. أضاف: المسلسلات التاريخية يخصص لها ميزانيات ضخمة جداً لذلك يشارك في تسويقها قنوات عربية وخليجية عديدة فمن الطبيعي أن يشترك فنانوهم في الأعمال حتي يتابعهم جمهورهم في هذه البلدان. أشار عدلي إلي أنه يعتبرها ظاهرة إيجابية جداً لأن مصر أصبحت نقطة تمركز للدراما بشكل عام. بالإضافة إلي أننا لا نشعر بالغربة عندما نشاهدهم بيننا أو عند أدائهم أي دور. بينما رأت الناقدة ماجدة خير الله اختيار الفنانين العرب يرجع إلي أسباب تسويقية ليس لها علاقة بالشكل العام للفنان أو تفرقة عنصرية. قالت خير الله: مسلسل "الملك فاروق" تم عرضه علي أكثر من فنان مصري وجميعهم رفضوا لأسباب غير مهنية إطلاقاً. وعندما تم عرضه علي الفنان السوري تيم حسن نجح نجاحاً غير عادي. أضاف: هناك مقاييس يتم علي أساسها الاختيار فمثلاً سنة يكون مناسباً. وطوله يكون متماشياً مع الشخصية. أما بالنسبة للمكياج والشكل العام كل هذه الأساليب يتم تنفيذها وتحقيقها عن طريق الماكيير الذي يستطيع أن يفعل من أي فنان يشبه أي شخصية. أشارت خير الله إلي أن الحكم النهائي علي أي فنان أو أي مسلسل يكون بعد العرض والمشاهدة الكاملة لكافة التفاصيل. اتفق معها الناقد طارق الشناوي حيث اعتبر أن المعيار والفيصل الأساسي في الأمر هو تقمص الشخصية التي سيتم تجسيدها قائلاً: لو أن جمال سليمان تغلب علي أزمة اللهجة المصرية وقدمها بشكل صحيح. فإنه لن يكون هناك أي اعتبار لكونه سورياً أو مصرياً. لأن الجمهور حينها سيري جمال عبدالناصر. أوضح أن العمر لابد أن يكون له اعتبار في الأمر حيث قال: مثلاً مسلسل "أهل الهوي" الذي جسد فيه إيمان البحر درويش سيد درويش وقدم فاروق الفيشاوي دور بيرم التونسي ولكنهما لم يقنعا المشاهد. خاصة أن كليهما كان مطالباً بتقديم الدور وهما في العشرينيات من العمر. وهو ما لم يجيداه. وبالتالي لم تكن جنسيتهما المصرية شفيعة لهما.