* يسأل عادل عبدالسلام أحمد "نقاش": لو زرت صغارا أيتام وقدموا لي تحية الضيافة.. هل يجوز تناولها.. أم لا؟! * * يجيب الشيخ صابر احمد عبدالسيد مفتش بإدارة أوقاف الهرم بالجيزة: يقول الحق سبحانه: "إن الذين يأكلون أموال اليتامي ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيراً" هذه الآية تنهي عن أكل مال اليتيم ظلما أي بغير حق. فإن كان بحق فلا مانع منه ويقول سبحانه: "ويسألونك عن اليتامي قل إصلاح لهم خير وان تخالطوهم فاخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح ولو شاء الله لأعنتكم" وإذا كان هذا في حق الاوصياء فهو أيضا في حق كل إنسان يطمع في مال اليتيم وقد يحدث أن الذين يتركهم الميت من الأولاد يكون فيهم كبار فلا ينطبق عليهم أحكام اليتامي لأنه لا يتم بعد البلوغ. ومع اعتبار يوجد صغار وأموالهم مختلطة بعضها ببعض ولهذا ترك الله الأمر لضمير الكبار ورقابتهم "والله يعلم المفسد من المصلح". وبالنسبة للأجانب وعلاقتهم بهؤلاء الاولاد في مثل زيارتهم وتناول ما يقدم تحية للزائر. وحيث إن أموال الكبار مختلطة بأموال الصغار فلا تمييز فيما يقدم للضيف. هل هو من نصيب الكبار فيجوز تناوله. أو من نصيب الصغار فلا يجوز. وقد يكون من المستحسن أن يتناول الضيف من التحية أقل شيء حتي لا يكون في الامتناع الكلي بعض آلام نفسية لليتامي مصداقا لقوله تعالي: "وان تخالطوهم فاخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح ولو شاء الله لاعنتكم" فلتكن هناك زيارة خالصة لله تخفيفا علي اليتامي. وليكن معها هدية لهم إن أمكن. * يسأل خالد زين العابدين علي "نجار": هل يجوز تأديب الجار المؤذي في ظل إطالة أمد التقاضي.. أم الانتظار ينال عقابه بالقانون؟! * * يجيب الشيخ أيمن حسن رفاعي من علماء الأزهر الشريف: يقضي الشرع والعقل والعرف أن يرفع الإنسان شكواه إذا تعرض للأذي إلي السلطات الحاسمة للفصل في الأمر ولمنع أذي الناس عن بعضهم البعض فإذا وجدنا من عدم الاهتمام ما يؤخر رد الحقوق فالأولي إذا كان الأمر يقتضي الصبر وليس فيه أذي عاجل أن نصبر بل وأن نعفو ونصفح عملا بقوله تعالي: "فمن عفا وأصلح فأجره علي الله". وقال تعالي: "ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور" بل ويجب الاصرار علي أخذ الحق من خلال القنوات الشرعية المتمثلة في الشرطة والقضاء. فاصبر يا أخي واعلم أن الله ناصرك ولو بعد حين يقول تعالي: "وكل شيء عنده بمقدار" فالإسلام دين الأقوياء وقد علمنا النبي أن القوي ليس من يصرع الناس ولكن القوي من يملك نفسه عند الغضب. وعلمنا صلي الله عليه وسلم أن المؤمن القوي خير وأحب إلي الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير. فلا تكف عن المطالبة بحقوقك مع مراعاة حق الجوار من المعروف والتقوي والتسامح والتفاهم بالحسني والإحسان إلي جارك رغم اساءته وعدم الاقدام علي رفع الضرر بالضرر قدر الامكان واستعن بالله ولا تعجز فإن كان لك جار سوء فلك من فضل الله عشرة جيران علي خير فاستعن بهم ان شاء الله علي أمر هذا الجار بالحكمة والموعظة الحسنة ومن لا يلين اليوم يلين في الغد. يقول تعالي: "ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم".