كتب - أحمد الأترجي: تعد كفالة اليتم من أحب الأعمال إلي الله تعالي, وقد أوضح الرسول صلي الله عليه وسلم أن كافل اليتيم سيكون معه في الجنة, وأن هذا الثواب لم يذكر جزاء لكثير من الأعمال الصالحة. كما أن كفالة اليتامي نوع من أنواع التعاون علي البر والتقوي الذي أمرنا الله تعالي به في كتابه. والإسلام أوليباليتيم أشد الاهتمام وعظم مكافأة الإحسان له, ويكفي اليتم فخرا أن خاتم الأنبياء والمرسلين ولد يتيما. ويقول الدكتور أحمد محمود كريمةأستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف أخرج أصحاب السنن بسندهم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما نزل قوله تعالي: ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن سورة الأنعام, وقوله تعالي: إن الذين يأكلون أموال اليتامي ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا سورة النساء, انطلق من كان عنده يتيم فعزله أي عزل طعامه, عن طعامه, وشرابه من شرابه, فجعل يفضل له الشيء من طعامه وشرابه, فيحبس له حتي يأكله أو يفسد, فاشتد ذلك عليهم, فذكروا ذلك لرسول الله صلي الله عليه وسلم فأنزل الله تعالي قوله: ويسألونك عن اليتامي قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح ولو شاء الله لأعنتكم إن الله عزيز حكيم. واليتيم هو كل من فقد أباه ودون سن البلوغ الشرعي من الذكور أو الإناث, يستدل بالآية الكريمة علي جواز التصرف في أموال اليتامي علي وجه الإصلاح, وعلي أن للولي أن يخالط اليتيم بنفسه في المصاهرة والمشاركة وغير ذلك مما تقتضيه المصلحة. ويبين الله سبحانه وتعالي لرسوله يسألونك يا نبي الله صلي الله عليه وسلم عن القيام بأمر اليتامي أو التصرف في أموالهم أو عن أمرهم وكيف يكونون معهم فقل لهم: إن المطلوب هو إصلاحهم بالتهذيب والتربية الراشدة, والمعاملة الحسنة, وإصلاح أموالهم بالمحافظة عليها, وعدم إنفاقها إلا في الوجوه المشروعة, فهذا الإصلاح المفيد لهم ولأموالهم خير من مجانبتهم, وتركهم, ولذا قال تعالي: وإن تخالطوهم فإخوانكم أي وإن تعاشروهم وتضموهم إليكم فاعتبروهم إخوانكم في الدين الحق والإنسانية, وعاملوهم بما تفرضه الأخوة من تراحم وتعاطف ومساواة, والأخبار والآثار في رعاية اليتامي وإصلاح أحوالهم كثيرة والشواهد غزيرة والوقائع مستفيضة, منها ما قاله سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم: أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك؟ ارحم اليتيم وامسح رأسه, واطعمه من طعامك, يلين قلبك وتدرك حاجتك وهذا يدل علي الأسس الراسخة والقويمة في مواساة طائفة اجتماعية والقيام بشئونهم لما فيه إسعادهم والتخفيف عنهم, وأيضا قوله صلي الله عليه وسلم أناوكافلاليتيمفي الجنةكهاتين وأشار للسبابه والوسط.