جاء اكتساح المهندس محمود طاهر -رئيس الأهلي- وقائمته في انتخابات النادي الأهلي علي حساب المهندس إبراهيم المعلم وقائمته مفاجئاً حتي ان أكثر المتفائلين بفوز "طاهر" ومجموعته لم يكن يتوقع هذا الانتصار الساحق. كانت كل المؤشرات خلال مرحلة الدعاية الانتخابية تؤكد أن المجلس القادم سيكون مختلطاً.. ففرص محمود طاهر في الرئاسة كانت الأفضل من اليوم الأول وحتي يوم التصويت ولكن مجموعته سيسقط منها ثلاثة أو أربعة مرشحين علي الأقل وسيدخل بدلاً منهم نفس العدد من قائمة "المعلم" بعد استبعاد كل المستقلين في هذه التوقعات. ولكن ماذا حدث لتنقلب الأوضاع رأساً علي عقب ويكتسح "طاهر" بقوة ومعه كل مجموعته دون استثناء عدا عضو تحت 35 عاماً رمضان شرش الذي خسر لصالح أحد زملائه بقائمة "طاهر" أيضا فلم يذهب المقعد بعيداً عن المجموعة؟! بدأ محمود طاهر الحملة الانتخابية متسلحاً باثنين من كبار أصحاب التاريخ الناصع في القلعة الحمراء وهما المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام السابق والعامري فاروق وزير الرياضة السابق نظراً لخوض شقيقه الدكتور هشام العامري الانتخابات ضمن قائمة طاهر. تسلح طاهر أيضا بواحد من الأدوات الرابحة داخل القلعة الحمراء بعدما قدم نفسه أنه الامتداد الطبيعي للمايسترو الراحل صالح سليم الأسطورة. وأنه ينتمي إليه روحياً نظراً لقربه الشديد منه خلال فترة تواجده عضواً بمجلس المايسترو قبل رحيله وهو ما نال رواجاً شديداً داخل القلعة الحمراء. تأكد ذلك عملياً ورسمياً من خلال بيان أسرة صالح سليم زوجته وابنيه خالد وهشام سليم والأخير حرص علي الحضور يوم التصويت للوقوف بجوار طاهر جنباً إلي جنب رغم معاناته من المرض. فكان ذلك برهاناً علي أن طاهر لا يتاجر أبداً باسم المايسترو فزادت مصدقيته. تحدث طاهر بصراحة في كل الاتجاهات ووضع يديه علي أهم مشاكل الأهلي وأزماته وقدم برنامجه الطموح لإنقاذ النادي من الانهيار الاجتماعي تحديداً بسبب تدني مستوي الخدمات وعدم رضا الأعضاء عن عمل المجلس السابق برئاسة حسن حمدي مرددين أن الانجازات الرياضية مكانها الدواليب والتاريخ. ولكن تحسن الخدمات هو المقصد الأساسي للأعضاء وأبنائهم. خلال فترة الدعاية الانتخابية استطاع طاهر أن يحشد خلفه الكثيرين ولم يرفض دعم طاهر أبوزيد وزير الرياضة السابق . انضم إلي حملة طاهر العديد من نجوم الكرة القدامي وكان في مقدمة الداعمين علاء عبدالصادق وعلاء ميهوب وأحمد بلال ومحمد عمارة ومحمود صالح ومحمد فاروق وغيرهم من النجوم. فكان ذلك إضافة. أما أكثر ما استفاد منه محمود طاهر ومجموعته انقسام الكبار داخل الأهلي وتحطم أسورة لجنة الحكماء التي ثبت أنها وهمية وأن كل ما يحدث في السابق كان مجرد اتفاقات وتحالفات فقط لكنها ليست لجنة بالمعني المفهوم التي تستطيع التحاور والتشاور لتفادي الخلافات. حصل محمود طاهر علي دعم عبدالمجيد محمود وسفير نور وياسين منصور وآخرون من كبار الأعضاء. بينما بقي حسن حمدي والخطيب وتيسير الهواري وهشام سعيد إلي جانب إبراهيم المعلم. جاء الدور علي الكوادر وانسلخ الخالدان مرتجي والدرندلي بأسرتيهما من عباءة حسن حمدي. ومع اقتراب التصويت احتدم الصراع حول الأكثر شعبية ومن الأقدر علي الحشد والمصداقية فظهرت قوة العامري فاروق لما يمتلكه من مصداقية واحترام شديد لدي أعضاء النادي وقيامه بالتركيز من أجل إنجاح القائمة بالكامل وليس شقيقه فقط بحثاً عن الصالح العام. ضاعف من دعم قوة موقف طاهر وقائمته في آخر 48 ساعة قبل الانتخابات جولات خالد مرتجي وخالد الدرندلي بعد تحررهما من سيطرة حسن حمدي وقاما علناً بالدعوة إلي انتخاب محمود طاهر أولاً ثم عماد وحيد وكامل زاهر ثانياً ومعهم باقي القائمة. عماد وحيد هو زوج شقيقة خالد مرتجي وكامل زاهر تربطه علاقة صداقة قوية تصل إلي حد الإخوة مع الخالدين. حيث تربوا جميعاً سوياً في الصغر. فكان الدعم اللا محدود حتي ينجحا ووصل الأمر إلي التحدي. لعب محمد عبدالوهاب دوراً كبيراً في تطويع مقر مدينة نصر لصالح قائمة محمود طاهر وأثبت قدرة فائقة علي عقد اجتماعات انتخابية وسط حشد قوي من الأعضاء حتي أنه في احدي المرات حضر المعلم وطاهر في نفس التوقيت ولم يتجاوز العدد الموجود في اجتماع المعلم ما بين 10 إلي 15 عضواً بينما تخطت جلسة طاهر عدة مئات. في المقابل شابت العديد من الأخطاء قائمة المهندس إبراهيم المعلم.. أهمها تأكد الأعضاء من أنه جاء ليعمل كمحلل. والتشكك فيمن سيدير الأهلي حال نجاحه هل هو أم حسن حمدي من الباطن؟! خسر المعلم كتلاً انتخابية ذات تأثير قوي مثل الكاراتيه الذي انحاز إلي مرشح تحت السن مهند مجدي والمنتمي إلي قائمة محمود طاهر. وأيضا قطاع السباحة بسبب استياء الأعضاء من سوء حالة اللعبة تحت قيادة سيد صادق وهو كان أحد أعضاء قائمته وما أثير من جدل حول بعض مرشحيه بشأن الجنسية وغيره. بينما دخل طاهر الانتخابات وهو ضامن كتل انتخابية مؤثرة ممثلة في محبي صالح سليم والفريق مرتجي والعامري فاروق وطاهر أبوزيد وكارهي حسن حمدي والخطيب وهم يقدرون بالآلاف والغالبية منهم تتمركز في مقر الجزيرة وهذا هو تفسير اكتساح طاهر في لجان الجزيرة رغم العلاقات الوطيدة التي تجمع حسن حمدي مع كبار السن في الجزيرة بخلاف اكتساحه الذي كان متوقعاً في لجان أعضاء مقر مدينة نصر. بصم أعضاء الجمعية العمومية بالأهلي بالعشرة علي أنه لا مكان داخل النادي الأهلي للتوريث أو فرض الوصاية لأن الأفكار تحررت والأجواء تبدلت عن ذي قبل. وأن الأهلي ملك لأعضائه فقط وليس لمجلس الإدارة وأنه مهما طالت المدة فإن الكلمة الأولي والأخيرة ستظل وتبقي للأبد للجمعية العمومية وليس للأفراد.