معظم إن لم يكن جميع الأفلام الهوليودية دعاية جيدة الصنع للسياسات الأمريكية.. دعم قوي للاتجاهات الخارجية لهذه السياسات.. دعم قوي للحلم الزائف. وللتفوق الأمريكي. هوليود واستوديوهاتها العملاقة في لوس انجلوس تنفق مئات الملايين من الدولارات في تصميم وتفصيل وتصنيع أعمال سينمائية عالية الجودة والتأثير تضاهي وتتسق مع النموذج السياسي الأمريكي المنتشر. أبرز النماذج وأكثرها حفاوة وحصولاً علي جوائز الأوسكار فيلم "نصف ساعة بعد منتصف الليل" Zero Dark Thirty "2012" المدعوم من جهاز الاستخبارات ووزارة الدفاع. ويستحق جائزة أحسن فيلم دعائي "بروباجندا" بامتياز. أيضاً فيلم "النسر الأسود".. وفيلم "أرجو" "Argo) هذه العناوين مجرد نماذج قليلة من انتاج سينمائي ضخم تكشف بوضوح دور صناعة السينما اليوم في دعم وتشجيع وتقوية السياسة الخارجية الأمريكية. وهذه الدعاية الهوليودية الخادعة للسياسات الأمريكية ليست وليدة اليوم في حقيقة الأمر. فقد تم استخدام هوليود لخدمة الأغراض الأمريكية والدعاية لها وتمريرها بالنسبة للشعوب وللشعب الأمريكي خاصة. منذ بدايات القرن العشرين.. ومنذ اختراع الصور المتحركة وهوليود "قلعة السينما العالمية" تمضي يداً بيد مع الإدارة الأمريكية تخدم سياسات الدولة العظمي علي كوكب الأرض. وربما بات من المؤكد تلك العلاقة الحميمة جداً بين هوليود والبيت الأبيض عندما قامت زوجة الرئيس الأمريكي أوباما بتسليم جائزة الأوسكار للممثل "بن افليك" عن دوره الممتاز في فيلم "أرجو" الفيلم الذي يطمس الكثير من الحقائق المشينة حول أزمة الرهائن الإيرانية. مثلما يخفي الأسرار السوداء الصادمة والمتعلقة بدور إسرائيل في هذا الحدث التاريخي. ويلفت النظر إلي هذه الأمور المخفية. الأضواء الكاشفة التي سلطتها بعض ما كتب حول هذه الأعمال. فيلم "أرجو" دعاية أمريكية يخفي الحقائق القبيحة التي اظهرتها أزمة الرهائن. وكان المقصود منه تهيئة الجمهور الأمريكي للمواجهة القادمة مع إيران حول برنامجها النووي ومن يتابع الأعمال الهوليودية يلاحظ دون جهد كبير المهارات الفنية في أسلوب تناول السياسات الأمريكية وتمريرها وسط شحنات من الإثارة والتشويق وهي سياسات تلعب فيها إسرائيل ومن يساندها دوراً لا يستهان به. التحالف القوي المدعوم والمعلن بين هوليود والبيت الأبيض لن تخفيه الأضواء والمظاهر الاحتفالية المبهرة للجوائز ولن يداري رسائل بعينها تبثها الأفلام وفي التوقيت المناسب. عندما دخلت الولاياتالمتحدة الحرب العالمية الأولي. تم ادراج صناعة الفيلم ضمن الجهات الحاصلة علي المساعدات الأمريكية. وقامت بهذه الخطوة لجنة الاستعلامات "puplic information) التابعة للرئيس الأمريكي وقتئذ وود ورد ويلسون. والهدف منها صناعة أفلام للتدريب وأفلام روائية تدعم "القضية". أي الدور الأمريكي. وقتها أعلن رئيس اللجنة جورج جريل عن إيمانه بأن للسينما دوراً مهماً في تنفيذ "العهد" أو "الانجيل" المنوط به نشر "الأَمَركة" في كل ركن من أركان الأرض. وقد اشتد هذا التحالف الوثيق وأصبح نافذاً أثناء الحرب الثانية وأصبحت إسهامات هوليود في نشر "البروباجندا" أكثر قوة.