مصادفة غريبة جداً أن يأتي رد عفوي من وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم علي عنوان المقال الذي نشر في هذه الزاوية الأسبوع الماضي تحت عنوان "رابعة تعود" حيث فوجئت بمانشيت يوم الاثنين الماضي بجريدة "الجمهورية": "وزير الداخلية: رابعة لن تعود!" طبعاً لم أكن أقصد من العنوان عودة اعتصام رابعة من جديد. بل عودة الملف إلي الظهور إلي الرأي العام. مع صدور تقرير لجنة تقصي الحقائق حول الأحداث. ولكن يبدو أن "إخوانا" البعدة. أخذوا كلامي علي محمل الجد. وقالوا نحقق رغبة صاحب المقال. ونعود للاعتصام من جديد في رابعة والنهضة وعدة ميادين أخري. فكان الرد عليهم سريعاً من وزير الداخلية بتصريحاته بأنه لن يسمح بعودة الاعتصامات مرة ثانية. لا رابعة ولا خامسة! عودة إلي تقرير تقصي الحقائق الذي فندنا جزءاً منه الأسبوع الماضي. فمن أهم الأسئلة التي شغلت الكثيرين من المصريين خاصة ممن نزلوا وأعطوا التفويض للجيش والشرطة لمواجهة الإرهاب والبؤر الإجرامية: هل كان هناك وقت كاف بين التنبيه علي المعتصمين بالبدء في عملية الفض. والشروع في العملية نفسها؟ في رأيي الشخصي أن التنبيه كان مجرد تحصيل حاصل. لأن من كانوا بإشارة رابعة. كانوا "مخطوفين ذهنياً". هذا الوصف الذي يضحكهم كثيراً. ولكنه الواقع. مهندسين وأطباء ومعلمين. يأخذون تعليماتهم من المنصة. يمين يمين. شمال شمال. تكبير: الله أكبر.. تهليل.. تهبيل.. تخدير عقول علي أعلي مستوي! باختصار لم يكن ليرحلوا عن "الإشارة" إلا بدم فعلاً. ورغم ذلك. ووفقاً لتقرير لجنة حقوق الإنسان. فإن النيابة العامة أمرت في أوائل أغسطس بفض الاعتصام وتكليف السلطة التنفيذية بالعمل الفوري علي الفض. وحددت وزارة الداخلية لذلك يوم 14 أغسطس تاريخاً لتنفيذ قرار النيابة العامة. وفي تلك الآونة وقبل يوم 14 أغسطس كانت الطائرات التابعة للقوات المسلحة تحلق فوق ميدان رابعة العدوية تدعو المعتصمين عبر بيانات تلقي عليهم إلي فض الاعتصام. أما في يوم الفض نفسه. فقد دارت سيارات تابعة للشرطة بمكبرات صوت تدعو المعتصمين للخروج من الميدان في حوالي الساعة "السادسة و20 دقيقة صباحاً". ثم بدأت عملية الفض في حوالي "السادسة و45 دقيقة" أي بعد نحو 25 دقيقة فقط من توجيه الإنذار. ووفقاً للتقرير فقد شهدت المنطقة الواقعة بين شارعي الطيران ويوسف عباس تصعيداً مفاجئاً باستخدام الأسلحة النارية من قبل المعتصمين تجاه قوات الأمن. أسفرت عن مقتل ضابط وأربعة مجندين. فردت قوات الأمن بإطلاق نيران كثيفة تجاه مصادر إطلاق النيران سقط علي أثرها عدد كبير من المعتصمين ما يقرب من 53 قتيلاً بحسب شهادة الشهود. التقرير غني بالتفاصيل.. أدعوكم بالبحث عنه وقراءته قراءة متأنية.