أعيش هذه الأيام ومعي أسرتي اسوأ شعور يمكن أن يعيشه شخص إنسان علي وجه الأرض.. هذا ما اعتقده والحكم لك عزيزي القارئ. الحكاية أن نجلي "أحمد" انتهي من دراسته الجامعية وحان وقت تجنيده بالقوات المسلحة وكان سعيداً جداً عندما جاء موعد التجنيد والتحاقه بالجيش الذي يفتخر به ولما لا واثنان من أعمامه كانا ضباطاً بالجيش خاضا الحروب لتحرير الوطن وكان يسمع منهما الحكايات منذ صغره والعم الثالث كان ضابط شرطة وهو شخصياً كان يتمني أن يكون ضابطاً فوجد في تجنيده عوضاً له عن هذه الأمنية.. وبالفعل امضي نجلي فترة مركز التدريب ثم توزيعه في أحد الأماكن الحساسة التي يستهدفها الإرهابيون هذه الأيام.. ولا أخفي عليك عزيزي القاريء مدي القلق الذي أعيشه أنا ووالدة أحمد واشقاؤه كلما سمعنا عن استهداف الإرهابيين لرجال القوات المسلحة أو الشرطة.. وعفواً عزيزي القاريء وحتي لا يفهمني أحد خطأ فجميعناً تربينا علي أننا فداء لهذا الوطن.. فداء لهذا الوطن ضد الأعداء الذين يتربصون به.. لقد عايشت في صغري قلق والدي رحمه الله عندما كان أخي "مراد" ضابطاً في جبهة القتال ضد إسرائيل وعندما سألته قال لي يا بني كلنا فداء لمصر ولكن قلقي يعود إلي رغبتي في معرفة الأخبار.. عاوز أطمئن فقط.. وأنا لا أخاف عليه من الاستشهاد وإلا ما وافقت علي أن يكون أخوك "عادل" ضابطاً أيضا في هذه الظروف التي نمر بها.. هذا ما تربيت عليه عزيزي القاريء أما ما هو الأمر المختلف وماهو اسوأ شعور فأنا أقول لك أنا اليوم وأسرتي واعتقد أن هناك الملايين مثلي يخشون علي أولادهم ليس من الأعداء المعروفين علي الحدود والمتربصين بمصر.. بل يخشون عليهم من أناس يدعون أنهم مصريون مثلهم أناس يتباهون بعملية قتل للمصريين والتمثيل بجثثهم وتصويرها وإذاعتها.. أنت تعرف عدوك وتحتاط منه ولكن كيف إذا جاءتك الطعنة من أخيك أو المفروض أنه أخوك.. كيف يمكنك أن تفرق بين الوجوه وهي عاشت في بيت واحد وعلي أرض واحدة والذي يزيد من حرارة هذا الشعور أنك تجد البعض من زملائك أو البشر يبررون هذه الأعمال الاجرامية بدعوي الثأر أو تصفية الحسابات أو الخلافات السياسية.. هل علمت عزيز القاريء ما هو اسوأ شعور.. أن تشعر أن من يدعي أنه أخوك يريد دمارك ودمار بلادك ومستقبل أبنائك.. أن تكتشف فجأة أن من يعيش معك في بيت واحد جعلك هدفاً لإرهابه وكما ورد في المأثور "اللهم اكفني شر أصدقائي أما اعدائي فأنا كفيل بهم" واليوم أقول اللهم اكفنا واكفي مصر شر تلك الفئة الضالة التي تربت من خير هذا البلد وانقلبت عليه.. أما أعدائي وأعداء مصر المعروفين علنا فمصر كفيلة بهم. وفي النهاية إذا كانت هناك كلمة باقية فاوجهها إلي شبابنا خاصة الطلاب منهم الذين ينساقون وراء دعوات نشر الفوضي وتدمير الجامعات وتعطيل الدراسة.. يا أبنائي هذه بلدكم.. حافظوا عليها.. الاشخاص زائلون.. عليكم أن تتذكروا هذه الحقائق وعليكم أن تحافظوا علي هذا البلد حتي لا تعيشوا في المستقبل "اسوأ شعور". حمي الله مصر وحفظها من كل سوء.