دخل إضراب الأطباء بمستشفيات وزارة الصحة يومه الثالث علي التوالي للضغط علي الحكومة الجديدة للاستجابة لمطالبهم المتمثلة في زيادة ميزانية وزارة الصحة إلي 15% من الموازنة العامة للدولة واقرار كادر المهن الطبية بما يسمح للطبيب بحياة كريمة.. وزيادة بدل العدوي وتأمين المستشفيات من أعمال العنف والبلطجة أكد الأطباء أنهم لن يفضوا إضرابهم إلا بعد الموافقة علي جميع مطالبهم مشيرين إلي أن الحكومة لا تستجيب إلا بممارسة أساليب الضغط عليها.. وقالوا إن العمل مستمر بجميع أقسام الخدمات الطارئة والاستقبال والعمليات والرعاية المركزة والغسيل الكلوي والحضانات. بدت صالات العيادات الخارجية بمعظم المستشفيات خالية من المرضي في أوقات الإضراب خاصة من الساعة السابعة صباحاً وحتي الساعة الثانية ظهراً. قال د.عبدالناصر عبدالمنعم "نائب مدير مستشفي الساحل للشئون الفنية": إضرابنا يهدف إلي تحسين المنظومة الصحية بشكل عام وهذا لن يحدث إلا يزيادة ميزانية وزارة الصحة بما يسمح بتطبيق كادر المهن الطبية حتي يحصل الطبيب علي كافة مستحقاته من راتب مناسب وحوافز وبدلات مثلهم مثل باقي العاملين في القطاعات المختلفة. تساءل: هل من المعقول أنه عندما يخرج الطبيب علي المعاش يتقاضي مالاً يزيد عن 900 جنيه معاشاً شهرياً ومكافأة نهاية الخدمة 9 آلاف جنيه فقط مع الوضع في الاعتبار أن عدداً كبيراً من الأطباء لا يملكون عيادات خاصة تزيد من دخلهم؟! أوضح د.محمد حلمي "مساعد مدير مستشفي الساحل للعيادات الخارجية": ان الدخول في إضراب عام عن العمل أمر ضروري وكان لابد منه نظراً لأنه هذه المطالب ليست جديدة وإنما طالب بها الأطباء منذ سنوات عديدة ولم يستجب لهم أي أحد من الحكومات الكثيرة السابقة.. لذا من الواضح أن المسئولين لا يستجيبون لأي مطالب فئوية إلا بسياسة لي الذراع.. لذلك فقد قررنا الدخول في إضراب عام عن العمل حتي تتم الاستجابة لجميع مطالبنا. قال د.محمود سعيد "مدير الاستقبال و الطوارئ بمستشفي المنيرة": نحن ملتزمون بقرارات لجنة الإضراب بنقابة الأطباء والتي دعت إلي إضراب عام عن العمل بجميع العيادات الخارجية بمستشفيات وزارة الصحة وذلك من أجل المطالب العادلة التي ينادي بها الأطباء منذ سنوات طويلة. قال د.أحمد بدر الدين "طبيب عظام بمستشفي الساحل": نحن كأطباء مبتدئين لا نتقاضي أجوراً تكفي متطلباتنا الشخصية فقط بغض النظر عن متطلبات أسرنا المتعددة لذلك نضطر للجوء إلي المستشفيات الخاصة للعمل بها لتزويد دخولنا وذلك بالتأكيد يكون علي حساب تأدية وأجبنا علي اكمل وجه في المستشفيات الحكومة . أوضح د.أحمد الحجر "ممارس عام": أن مطالبنا تصب في مصلحة المريض أيضاًَ لأن معظم المرضي لا يتلقون الخدمة الصحية المناسبة نظراًَ لقلة الإمكانيات في مستشفيات وزارة الصحة مما يضطرهم لشرائها من الخارج علي حسابهم الخاص. أما المرضي فقد انصرف معظمهم بعدما انتظروا لساعات أمام العيادات الخارجية.. كما لجأ آخرون إلي أقسام الطوارئ نظراً لضرورة توقيع الكشف الطبي عليهم. قال أحمد محمد "بالمعاش" ونعيمة جمال "ربة منزل" حضرنا منذ الصباح من أجل الكشف في العيادات الخارجية وكانت صدمتنا أن الأطباء عاملين إضراب ولأن حالتنا تحتاج للحجز داخل المستشفي فقد لجألنا لأقسام الطوارئ التي لا يتم فيها إلا الإسعافات الأولية لأي مريض . حضرت بابني الصغير الذي أصيب بمرض مفاجئ فحضرت منذ الصباح إلي العيادة الخارجية الخاصة بالأطفال ولم أجد بها أي طبيب وأعطاني بعض الممرضين أدوية خاصة لخفض الحرارة لذا فسوف أذهب إلي عيادة خاصة... وقالت ما ذنب هذا الطفل الصغير وظلت تبكي حالها.. وتضيف: "أجيب منين فيزيتا العيادات الخاصة".