علي طريقة ميدان التحرير أقام معتصمو ماسبيرو من الأقباط مستشفي ميدانيا لعلاج الإصابات الناجمة عن الزحام الشديد. كما أقاموا صيدلية مجانية أطلقوا عليها اسم "صيدلية ربنا موجود" ومنفذ لتوزيع كل أنواع المأكولات والمشروبات علي المعتصمين مجانا لضمان استمرار الاعتصام المفتوح لحين تحقيق مطالبهم. "المساء" رصدت بالصورة والكلمة كل التطورات التي طرأت علي الاعتصام. في اليوم الرابع علي التوالي من استمرار اعتصام آلاف الأقباط أمام ماسبيرو انضم اليهم عدد من القساوسة علي رأسهم القس فيلوباتير جميل كاهن كنيسة العذراء ومارمرقس الطوابق بالجيزة الذي يتولي مسئولية الاشراف علي عمل اتحاد شباب ماسبيرو الذي يقوم بدور اللجان الشعبية في الاعتصام وتفتيش كل من ينضم إليهم. قال القس فيلوباتير: الهدف تواجد عدد كبير من رجال الدين المسيحي في الاعتصام رعاية الشباب وضبط مشاعرهم وانفعالاتهم حتي لا تخرج عن النص وأيضا لأداء الصلاة الجماعية. أشاد بانضمام عدد كبير من المسلمين للاعتصام قائلا: هذه هي طبيعة الشعب المصري الذي يمتاز بالوسطية في ايمانه وتعبيره عن شعائره الدينية.. بالنسبة لعدد المعتصمين فانه يقل كثيرا في الصباح مقارنة بالمساء حيث يزيد بضعة الاف عندما يفرغ المشاركون في الاعتصام من أعمالهم. اضافت مني عبده عضو لجنة التنظيم: مهمتي تفتيش المنضمين للاعتصام حتي لا يتحول الاعتصام إلي كارثة خاصة انني وجدت في حقائب بعض السيدات مطواة أو أمواس وصعقت عندما وجدت مسدسا بحجة استخدامه للدفاع عن النفس لكنني سارعت بتسليمه لقوات الأمن المتواجدة أمام المبني. قال سامي شهدي مسئول التوزيع بالكانتين المجاني: أعمل مع 10 أشخاص آخرين لتلبية لكافة احتياجات المعتصمين من المواد الغذائية ولدينا كميات كبيرة من جميع أنواع الأطعمة والمشروبات تكفي لحاجة كل المعتصمين.. وكافة البضائع من تبرعات أهل الخير العينية لأننا لا نقبل مطلقا أي تبرعات مادية. أشار كرمي رياض أرمائيوس - موظف - أحرص يوميا بعد انتهاء العمل علي الحضور إلي ماسبيرو للمشاركة في توزيع المواد الغذائية علي المعتصمين خاصة بعدما ترك لي المتبرعون أرقام هواتفهم كي نطلب منهم أي مواد غذائية تنقصنا والجميل هو أننا نقتسم هذه الأغذية مع إخواننا المسلمين الذين يشاركوننا في الاعتصام. وفي داخل المستشفي الميداني الذي أقامه المحتجون قال د.ميشيل ويليام أخصائي الباطنة: أتواجد هنا يوميا بعد انتهاء ساعات عملي لتقديم أي خدمة طبية يحتاجها المعتصمون ويساعدني في مهمتي مجموعة من شباب الأطباء وطلاب كلية الطب. اضاف د.باسم هاني: كل المواد الطبية التي نحتاجها تصل إلينا كتبرعات عينية ومعظم الإصابات نتيجة للزحام الشديد كحالات الاغماء والهبوط والصداع. انضم إلي معتصمي ماسبيرو مؤخرا الدكتور أحمد معتز نائب رئيس اتحاد الأطباء العرب الذي قال: أحضرت معي إلي مقر الاعتصام سيارة اسعاف من قصر العيني مزودة بأحدث التجهيزات الطبية.. ولدي يقين ان هناك أيادي خفية أجنبية وراء إثارة الفتنة الطائفية في مصر فضلا عن عناصر النظام البائد التي تمول البلطجية لاشعال البلد لذلك لابد أن نتكاتف جميعا لنؤكد للجميع اننا يد واحدة ضد الفتنة. ذكر أحمد ناصر - طالب - لم أتوقع مطلقا ان يحسن الأقباط معاملتي إلي هذا الحد بعدما انضممت إلي اعتصامهم ايمانا مني بأن مسلمي مصر ومسيحييها لابد أن يظلوا يداً واحدة حتي آخر الزمان.