تتصاعد الضغوط علي السودان الشقيق من أجل إجراء الاستفتاء حول انفصال الجنوب في موعده المقرر حسب اتفاق نيفاشا- الجائر والظالم- في التاسع من يناير القادم. وتصل هذه الضغوط إلي حد زيارة وفد مندوبي الدول الأعضاء في مجلس الأمن السوادن بزعم متابعة الاستعدادات لإجراء هذه الانتخابات ودفع جهود حل أزمة دارفور. هذا بالطبع نوع من التضليل لأن الهدف الرئيسي هو الاستفتاءعلي انفصال الجنوب. أما دارفور فهي المرحلة التالية التي سيتم تصعيد الضغوط علي حكومة ما سيتبقي من السودان بشأنها لينتهي الأمر بتوقيع اتفاق جائر علي غرار اتفاق نيفاشا لتحلق دارفور أو غرب السودان بجنوبه.. ثم يأتي دور الشرق. الطبيعي هنا أن يهتم الغرب بهذا الاستفتاء الذي نتمني من كل قلوبنا ألا يجري لأنه حلقة مفصلية من حلقات المؤامرة علي السودان الشقيق لتمزيق أوصاله. لكن الغريب هنا أن نجد بعض أدعياء الثقافة يتجاهلون هذه البديهات ويتظاهرون أمام مقر الأممالمتحدة في القاهرة ليطالبوا بإجراء الاستفتاء في موعده!!. وكانت تلك المظاهرة تجري بالتزامن مع مظاهرات جرت لنفس الغرض في العديد من العواصم العالمية. ونحن في الحقيقة لا نجد وصفاً يليق بمن شاركوا في مظاهرة القاهرة. لأن الجهل والغباء وربما الخيانة صفات تعجز عن وصف ما فعلوه.