تري ما هي الاسباب الحقيقية التي دفعت الببلاوي لتقديم استقالة حكومته في هذا التوقيت الصعب خاصة أن استقالة الحكومة كانت مفاجئة بشكل لافت كما أن عدم الإعلان عن أسباب الاستقالة في هذا التوقيت أمر غريب ومريب؟!.. البعض يرجع السبب في استقالة الحكومة إلي أدائها المرتعش خاصة فيما يتعلق بثلاثة ملفات أساسية هي ملف سد النهضة الأثيوبي الذي يهدد حصة مصر من مياه نهر النيل وفشلها في التوصل لاتفاق مع أديس ابابا في هذا الشأن.. والملف الثاني تقصيرها في مكافحة الإرهاب وما نتج عنه تدهور الوضع الأمني.. أما الملف الثالث فهو ارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق مما أدي إلي صعوبة تحقيق العدالة الاجتماعية التي نادت بها ثورتا 25 يناير و30 يونيو!! وهناك من يري أن أزمة المطالب الفئوية هي التي دفعت حكومة الببلاوي لتقديم استقالتها حيث شهدت مصر في الآونة الأخيرة اضرابات في العديد من القطاعات أبرزها إضراب عمال الغزل والنسيج بالمحلة الذي يعد أكبر مصنع في الشرق الأوسط مما تسبب في خسائر بملايين الجنيهات فضلا عن إضراب الأطباء والصيادلة وموظفي الشهر العقاري والعاملين بهيئة النقل العام مؤخراً مما تسبب في إصابة العاصمة بالشلل هذا بالإضافة إلي الاحتجاجات التي اجتاحت مصر والتي تجري بشكل شبه يومي وتطالب بتحسين الرواتب خاصة في القطاع الخاص الذي رفض وضع حد أدني للأجور أسوة بالقطاع الحكومي!! هناك من يردد أن حكومة الببلاوي أجبرت علي الاستقالة بشكل أشبه بالإقالة حيث أشارت الأنباء إلي أنه تم استدعاء الدكتور حازم الببلاوي إلي مقر رئاسة الجمهورية في صباح نفس اليوم الذي أعلن فيه استقالة حكومته لإبلاغه بضرورة تقديم استقالته بعد تصاعد المطالب والاحتجاجات ضد الحكومة خلال الأيام الأخيرة ولكن وبصرف النظر عما إذا كانت حكومة الببلاوي قد استقالت أو أقيلت إلا أنه يمكن القول أن هذه الحكومة التي تولت مهام عملها في يوليو الماضي كانت تعمل في ظروف غير مسبوقة في تاريخ الحكومات المصرية المتعاقبة ورغم ذلك استطاعت تقليل العجز في الموازنة العامة للدولة من 14% إلي 10% فضلا عن أنها الحكومة التي حملت علي عاتقها فض اعتصامي رابعة والنهضة يوم 14 أغسطس الماضي كما أنها التي اتخذت قرارا سيظل ممهورا بإسمها بإعلانها جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية وهي أيضا نفس الحكومة التي صدر في عهدها قانون التظاهر!! يبقي سؤال أخير وهو هل هناك علاقة بين استقالة حكومة الببلاوي والانتخابات الرئاسية المقبلة؟! هذا هو ما يبدو حيث رأت مؤسسة الرئاسة أن تضحي بحكومة الببلاوي في هذا التوقيت حتي لا يؤثر بقاؤها بالسلب علي هذه الانتخابات خاصة بعد تصاعد المطالب الفئوية وتزايد نسبة الإضراب بين العمال بشكل غير مسبوق وعجز الحكومة عن إيجاد حلول لها!!