لو تركت مصر وشأنها عدة سنوات أو عقود قليلة. تحقق طفرات. بل معجزات.. وهذا ما رصده لنا التاريخ. حينما تنهض من كبوتها وحالة الضعف التي تكاد تصل إلي الموات. وفجأة تسترد أنفاسها. كما حدث في مواجهتها للمغول. وللصليبيين. ولكل المعتدين قبل هذا الزمن وبعده. هذه القضية: صمود مصر وكبواتها وثوراتها وانتصاراتها كانت حديث المثقفين في ندوة أقامها فرع ثقافة الجيزة برئاسة د. محمد زيدان. وبحضور محمد عبدالحافظ ناصف رئيس إقليم القاهرة الكبري وشمال الصعيد الثقافي. وتحدث فيها اللواء مصطفي أبوسديرة - أحد أبطال حرب أكتوبر - ومحمد الشافعي. مع حضور كثيف للشعراء والروائيين والنقاد والجمهور. أكد بعض المتحدثين أن مصر لا تنهزم أبداً إلا بطريقة خسيسة تتكرر في كل مرة. وهي تحالف أعداء الخارج مع الخونة في الداخل.. ووقائع التاريخ تشير إلي تحالف هؤلاء الخونة من العرب والمسلمين مع الحملات الصليبية. حتي إن بعضهم كان يفتح للغزاة الثغور والقلاع ويمدهم بالمعونة والأسلحة.. والخيانة نفسها تكررت في مصر الحديثة علي يد سلطان باشا الذي تحالف مع الانجليز ضد الجيش المصري بزعامة عرابي. وكان المصريون حينها علي وشك هزيمة الانجليز لولا الخيانة.. ونري مثل هذه الخيانة في الداخل الآن من تنظيم الإخوان الإرهابي المتحالف مع أمريكا وتركيا وقطر والصهيونية العالمية ضد مصر. أشار اللواء مصطفي أبوسديرة إلي أن هزيمة مصر في يونيه 1967 لم تفت في عضدها. بل دفعتها شعباً وجيشاً لرفض الهزيمة والالتفاف حول الزعيم عبدالناصر. وكنت شاهداً علي ملايين المواطنين الذين ذهبوا إلي منزله رافضين الهزيمة مؤكدين الصمود.. وكانت بعد ذلك حرب الاستنزاف التي حققنا فيها نتائج مبهرة ضد العدو بعد أن اتخذ عبدالناصر قرار إعادة تنظيم القوات المسلحة علي أساس من الخبرة والعلم وليست الثقة.. وبالخبرة والعلم ستنتصر ثورتنا الحالية علي كل المؤامرات في الداخل والخارج. أكد محمد الشافعي أن تاريخنا ينبغي أن ندرسه لأطفالنا في كل المراحل وكل أنواع التعليم التي لا تكاد تحصي في مصر. ما بين تعليم حكومي. وخاص عربي. وخاص لغات. ومدارس أجنبية. وتجريبية. حتي إن الإخوان كان لهم مناهج خاصة في مدارسهم ولا يطلقون النشيد الوطني بل نشيد خاص بهم!! إننا في حاجة إلي تأكيد الانتماء للوطن وللغة القومية. ونعلم الصفحات المشرقة في تاريخنا. ومن هذه الصفحات بطولات حرب أكتوبر وقبلها حرب الاستنزاف. وقد سجل رجالنا بها أعمالاً تعجيزية لا مثيل لها. ينبغي علي جيل ثورة 25 يناير و30 يونيه أن يتعلم منها وأن ينقلها للأجيال التالية. حتي ننتصر في الثورة كما انتصرنا في العبور والاستنزاف. الندوة التي أدارها د. محمد زيدان وقدم لها محمد عبدالحافظ ناصف. شهدت مداخلات من بعض الأدباء والشباب. ومنهم أحمد عصمت ود. محمد حلمي حامد. كما اختتمت بأمسية شعرية أدارها د. محمد حلمي وشارك فيها آمال شحاتة وسلوي أبوهندية وعبدالحميد الفرماوي وجيهان سلام ومديحة أبوزيد ونوال مهني وزينب جابر ومحمد الشرقاوي وطفلتاه "مي ورنا" وسحر سيد وأحمد سليمان وأحمد صفوت.