تجمع آلاف الأقباط أمام مبني الاذاعة والتليفزيون "ماسبيرو" وأعلنوا اعتصاما مفتوحا أمام المبني لحين الاستجابة لمطالبهم التي تتمثل في محاكمة المعتدين علي الكنائس وذلك علي خلفية الأحداث التي شهدتها منطقة إمبابة وراح ضحيتها 12 شخصا وأصيب 232 آخرون من المسلمين والأقباط بسبب شائعة احتجاز فتاة مسيحية أشهرت إسلامها داخل كنيسة مارمينا بعد زواجها من شاب مسلم. ردد المتظاهرون هتافات تطالب بالتحقيق مع مرتكبي أحداث إمبابة وصول والإسكندرية ومنشية ناصر ومحاكمتهم والقصاص منهم ورفعوا لافتات تطالب باسقاط رئيس الوزراء عصام شرف ووزير الداخلية منصور عيسوي لفشلهما في حمايتهم من الإرهاب علي حد قولهم ورددوا هتافات معادية للسلفية مثل "الشعب يريد إسقاط السلفية.. ولا إخوان ولا سلفية.. عايزينها مدنية" وطالبوا من الحكومة بالتصدي للإرهاب والإرهابيين ومحاكمة مثيري الفتنة الطائفية بين طرفي الأمة وانتقد الأقباط الإعلام المصري مرددين "الإعلام الفاسد أهو" كما رفعوا صورا للبابا شنودة والسيد المسيح. رفض الأقباط المتظاهرون دخول بعض السلفيين ذي اللحية للمشاركة في المظاهرة تضامنا معهم وأخرجوهم وكادت تقع مشادات بينهم إلا أن السلفيين استجابوا لرغباتهم وانسحبوا بهدوء.. وعندما تدخل بعض المسلمين لمحاولة تهدئتهم والتأكيد لهم علي أن المسلمين والمسيحيين أيد واحدة رفض بعض الأقباط المتشددين ذلك وردوا عليهم لأ.. لأ.. ولكن العقلاء منهم تدخلوا وهتفوا "مسلم ومسيحي.. ايد واحدة". و"أنا مسيحي.. أنا مصري". عندما حاول المفكر القبطي جمال أسعد التحدث إلي المتظاهرين الأقباط أثناء دخوله إلي مبني ماسبيرو للتسجيل بأحد البرامج محاولا اقناعهم بفض التظاهر وأن البعض يريد إشعال نار الفتنة. رفض المتظاهرون التحدث معهم أو تواجده بينهم وانهالوا عليه بالسباب وحاول البعض منهم التعدي عليه بالضرب مرددين "امشي امشي.. اطلع بره.. مش عايزينه" فأسرع رجال الأمن لانقاذه من أيديهم إلي خارج المظاهرة ودخل إلي مبني الاذاعة والتليفزيون. كانت مسيرة الأقباط قد بدأت من أمام دار القضاء العالي وأثناء توجههم إلي ميدان التحرير ومنه إلي ماسبيرو للتظاهر هناك اشتبكوا مع بعض الأشخاص الذين يرفضون التظاهر وتراشقوا بالحجارة والزجاج في ميدان عبدالمنعم رياض.. ولكن الله سلم ولم تحدث إصابات بشرية بينما تحطمت سيارة كانت موجودة في الميدان. وبمجرد وصول الأقباط إلي مبني التليفزيون بماسبيرو قام رجال القوات المسلحة والشرطة باحاطة المنطقة بسياج أمني شديد ووضع شباب الأقباط حواجز حديدية وأسلاكاً شائكة علي جوانب شارع كورنيش النيل وشكلوا لجانا شعبية وقاموا بتفتيش أي شخص يرغب في المشاركة في المظاهرة ولم يسمحوا بدخول أي شخص إلا بالبطاقة الشخصية.. وتسببت المظاهرة في تعطل الحركة المرورية وشللها بالكامل بشارع الكورنيش.