* لا أعرف كيف أشكو ولا كيف أصيغ لك هذه المأساة التي تعيشها ابنتي والتي تزوجت وانجبت خمسة أولاد إلا انها تعسة للغاية فزوجها عنيف وقاس.. يضربها لأقل سبب وبلا أي سبب. سيدتي قلبي يتمزق علي ابنتي ولا أعرف كيف اتصرف فقد اتعبها جدا وقد وصل الأمر إلي أنه ظل يضربها لمدة ثلاثة أيام متواصلة ومنع عنها الأكل والشراب حتي كادت تموت! أقسم لك يا سيدتي انني لا أجد سببا لهذا إلا أنه رجل ذو أخلاق صعبة والعجيب انني انفق علي ابنتي ما استطيعه من وقت لآخر واعطيها من وراء أبيها وبعلمه ما نقدر عليه.. بينما هو يبخل علي أولاده! وقد نصحنا أولاد الحلال من جيرانها بطلاقها من زوجها ولكنها ترفض خوفا علي الأولاد.. انني اكتب لك ما استطيعه ولا أجد شيئا آخر أقوله إلا رغبتي في دعمك. بدون توقيع ** هذه أقصر رسالة وأغرب رسالة ممكن أن تأتي بلا تفاصيل علي الاطلاق فهي تري انه لا سبب لأن يضرب الرجل ابنتها وهذا من وجهة نظرها فقد تكون الزوجة مرتكبة لشيء بشع ورغم رفضي الشديد للضرب أيا كان السبب وأرفض هذا الأسلوب من التعامل بين الزوجين إلا انني استغرب ما تقوله تلك الأم فهل ترفض ضرب ابنتها بشكل سلبي ولا أدري لماذا هذه السلبية فهم من ينفقون علي الأولاد علي حسب كلام الأم.. فلماذا التمسك برجل لا ينفق علي أولاده ولا زوجته. هناك خلل وأن لم يكن فهناك مرض نفسي لدي الأم وابنتها والاثنتان ينتميان لبيئة واحدة فهل الأم التي تشتكي والتي ربت ابنتها علي قبول الذل والخنوع حتي انها ترفض الابتعاد عن الإهانة تطلب التفرقة بينه وبين زوجها القاسي هذا خوفا من كلام الناس!! في تصوري الخلل النفسي واضح ولهذا أقول لهذه السيدة أمامك أحد أمرين إما ارسال المزيد من التفاصيل وإما اتخاذ القرار بالذهاب لطبيب نفسي يتحدث مع ابنتك لمعرفة السر وراء قبولها للذل والإهانة من رجل لم يقدم إليها حتي لقيمات تقمن صلبها.. رجل يجد في ضربها متعة وفي حرمانها من الأكل لذة. لقد نشرت المشكلة رغم قلة تفاصيلها لأنها مؤشر شديد الحساسية لقبول معاملة الآخر سواء أكان زوجا أو زوجة.. لماذا وكيف نعتبر هذا النوع من العلاقة المتردية زواجا بالأساس وما الفرق بين هذا وبين الرق والعبودية وأين هذا من المودة والرحمة التي علي أساسهما تقوم الحياة الزوجية؟! علينا كأمهات أن نربي أولادنا علي عدم قبول الاهانة والرضوخ لها والاستسلام للذل. علينا أن نفكر كيف نحيا كأدميين كرمهم الله وجعلهم اسيادا علي خلقه وميزهم بالعقل والعاطفة!! نسيت تلك المرأة ان رزقها علي الله وحده وان أكلها وشرابها ليس معلقا بهذا الرجل الذي يسومها سوء العذاب وان الله يرزقه برزقها فإن تركته ذهب رزقها خلفها لأنه مقدر لها. إذن الرزق بيد الخالق وعندما نطلب من الله شيئا علينا ان نطلبه بقدرات الخالق عز وجل وليس بقدراتنا نحن البشر. يا صديقتي رزق ابنتك علي الله وليس علي زوجها لأن الله لا يعلق الرزق بيد ظالم.