وسط صرخات وآهات المرضي.. مازال إضراب الأطباء مستمرا للمرة الثالثة بمستشفيات وزارة الصحة بالقاهرة للمطالبة باقرار مشروع كادر المهن الطبية الذي استبدلته الوزارة بمشروع الحافز. أكد المرضي ان أسعار العيادات الخاصة نار.. ولابد من تدخل الحكومة لحل الأزمة التي يدفع ثمنها الفقراء ومحدودي الدخل الذين لا ذنب لهم في هذا الإضراب. أضافوا:مش عارفين نلاحقها منين ولا منين فالغلاء يحيط بنا من كل مكان فأسعار السلع نار ونضيف إليها أسعار الكشف أيضا. أبدي علي محمد علي - أحد المرضي - استياءه من إغلاق أقسام الطوارئ بالمستشفي قائلا: "من باب أولي أن يكون الطبيب ملاك رحمة وليس سببا في عذاب المريض". تساءل محمد وصفي - مريض - أين دور نقابة الأطباء في حل الأزمة؟ وتعجب قائلا: "نقابة الأطباء بدلا من التفاوض مع الوزارة تقوم بالتحريض علي الإضراب والتلاعب والاتجار بأرواح المرضي". قال عبداللطيف إسماعيل - أحد أهالي المرضي - لا ذنب لنا في الإضراب.. والعيادات الخاصة أسعارها نار والمستشفيات في إضراب ولا عزاء للفقراء! قال أحمد عطية السيد - مريض - انه حضر للكشف عليه لمستشفي أحمد ماهر لكنه فوجئ بالإضراب بجانب إغلاق العيادات الخارجية مما جعله يذهب إلي احدي العيادات الخاصة للعلاج في ظل ارتفاع أسعارها مما كلفه الكثير.. مشيرا إلي أن حياة المريض غير القادر معرضة للخطر بسبب الإضراب. طالب باتخاذ إجراءات حازمة ضد وزيرة الصحة التي فقدت السيطرة علي الأطباء والمستشفيات. من جهتها أكد الأطباء انهم لن يفضوا الإضراب إلا بالاستجابة لمطالبهم والمتمثلة في اقرار الكادر وزيادة ميزانية وزارة الصحة بما يضمن تحسين أحوال المنظومة الصحية وجميع العاملين بها وحصول الأطباء علي أجور توفر لهم حياة كريمة مما يحقق مصلحة المرضي.. مشيرين إلي انه في حالة عدم الاستجابة سيتم التصعيد وزيادة عدد أيام الإضراب إلي ثلاثة أيام في الأسبوع بدلا من يومي الاثنين والأربعاء. قال د.محمود سعيد - مدير الاستقبال والطوارئ بمستشفي المنيرة - ان الإضراب سيكون يومي الاثنين والأربعاء من كل أسبوع خلال شهر فبراير كخطوة تصعيدية من الأطباء للضغط علي الحكومة لتحقيق مطالبهم التي تتعلق باقرار كادر للأطباء والارتقاء بالمنظومة الصحية والطبية وتأمين المستشفيات ومكافحة العدوي.. مشيرا إلي أن الأطباء الذين اضربوا عن العمل في العيادات الخارجية توجهوا إلي أقسام الطوارئ وقاموا بالعمل فيها. اضاف لن نمس مصلحة المرضي علي الاطلاق لأن الإضراب يشمل العيادات الخارجية فقط التي يتردد عليها المصابون بالأمراض المزمنة أو ما يطلق عليهم "الحالات الباردة" مثل مرضي السكر وغيرهم ممن يستطيعون تلقي العلاج في أي وقت. قال د.محمد شوقي - مدير عام مستشفي المنيرة - ان العمل توقف داخل العيادات الخارجية فقط ولم يشمل خدمات الطوارئ بمرافقها من معامل وأقسام أشعة والعمليات الطارئة والغسيل الكلوي والحضانات والرعايات والحالات الحركة والحميات والاسعاف وأي خدمة طبية عاجلة. أوضح ان الإضراب أثار البلبلة بين عدد من الأطباء داخل المستشفي خاصة انه لم يكن علي قرار الجمعية العمومية مثل الاضرابات السابقة.. حيث قام البعض بالعمل في أقسام الطوارئ. أضاف ان الإعلان عن الإضراب مسبقا في وسائل الإعلام أدي إلي قلة عدد المرضي.. مشيرا إلي أن أقسام الطوارئ استقبلت أمس 150 مريضا فقط علي الرغم من استقبالها 1400 مريض في الأيام الأخري. طالب بسرعة تدخل مجلس الوزراء ووزارة المالية لحل أزمة الأطباء خاصة ان وزارة الصحة لا تملك القرار وحدها.