من بين الأسماء الجديدة المحتملة في التنافس علي كرسي الرئاسة يبرز اسما المشير السيسي والفريق سامي عنان واعتقد ان الصراع بينهما سيكون علي أشده. فالسيسي يقف وراءه غالبية شعب أظهر له الحب والتقدير ولا يرضي بأي شخص غيره بديلا. أما عنان فيستند إلي الأصوات المعارضة للسيسي وعلي رأسهم الاخوان الذين يعتبرونه مرشحهم الأهم حتي عن أبو الفتوح بالإضافة إلي التكتلات الثورية التي قاطعت الدستور وتري فيه استمرارا للحكم العسكري. ولعل المشير السيسي هو الأجهز حتي الآن بعد تفويض الجيش له فقد بدأ فريقه الرئاسي الاستعداد للمعركة مبكرا يعكف علي دراسة كافة الملفات التي سيتضمنها برنامجه وقد أحسن المشير عندما عهد بملف الاقتصاد إلي الدكتور محمد العريان ليكتب برنامجا يشبه نموذج المشروع الاقتصادي للزعيم الراحل عبدالناصر ينحاز للفقراء ويزيد من فرص الاستثمار داخل مصر. ولأن المصالح تكشفها دائما المواقف أو العكس فإن ترشيح السيسي قد صاحبته ضجة كبيرة وفرحة شعبية كبيرة وأبدت بعض وسائل الإعلام العالمية معارضة كبيرة أيضا سواء من الداخل أو الخارج. فقد وصفته وكالة الأنباء الفرنسية بالجنرال العنيد الذي أصبح بطلاً شعبياً خلال أشهر قليلة. بينما قالت عنه "رويتر" انه استجاب لضغوط المصريين لأنهم يشعرون بأن السياسيين لا يمكنهم التعامل مع التحديات الأمنية في البلاد. والبعض لا يزال متربصا بمصر وضد السيسي بشكل خاص. فقد حاولت أمريكا من خلال وزير دفاعها "هاجل" إثناء السيسي عن الترشح وإلا ستعتبر ان ما حدث في يونيو ما هو إلا انقلاب عسكري للاستيلاء علي السلطة فكان رده عليها "ان هذا شيء يخص المصريين وحدهم". الأمر لا يقتصر علي أمريكا وحدها. فالإخوان هي الأخري تتربص به وترفضه بعد أن أزاحها من قمة الحكم ونكل بها وبقياداتها وعلي رأسهم مرسي. كما ان الكيانات الثورية والشبابية ترفضه لمجرد انه رجل عسكري وتطالب برئيس ذي خلفية مدنية ومع ذلك فهي تؤيد عنان الرجل العسكري السابق للرئاسة وتلتف حوله. ان منطق الاخوان والتكتلات متناقض مع نفسه فهي ترفض السيسي الرجل العسكري وتلتف حول عنان الرجل العسكري أيضا. ولكن هذا التناقض تفسره المصالح المشتركة بين عنان والإخوان. فالجماعة ستحاول رد الجميل له بعد أن سلمهم مصر في الانتخابات الماضية.. وتعيش علي أمل أن يكون نجاحه بابا خلفيا للعودة إلي حكم مصر.. أما التكتلات الثورية تساعدها أمريكا فتري فيه الباعث إلي تنفيذ أجندتها الخارجية التي تهدف إلي هدم مصر وتمزيقها وتقسيمها لتضمن تدفق الأموال من الخارج ومن الداخل. كما ان أمريكا التي تعارض ترشح السيسي لا تري أي غضاضة في ترشح عنان أو غيره ممن يدينون بالولاء لها لأنه سيكون فرصتها الوحيدة وربما الأخيرة لفرض وصايتها علي مصر والتي يقف أمامها بشدة وصول السيسي للحكم..!! اللهم وفق مصر إلي ما تراه خيرا لها وول عليها من يصلح.