يعد د. أحمد شمس الدين الحجاجي في مقدمة المتابعين لأحوالنا الثقافية. لا يقتصر في متابعاته علي المشهد في فترة محددة ولا عصر بذاته فقد تناول المسرح المصري عند الفراعنة وكتب عن مولد البطل والسير الشعبية ودرس بالتحديد سيرة الهلاليين . وقدمها في العديد من التجمعات الشعبية والمثقفة . حتي يمكن القول إنه أعادها في صورة جديدة.. وتواصل دور د. الحجاجي إلي إبداعنا الحديث. فكتب عن نجيب محفوظ ويوسف إدريس ويحيي الطاهر وأمل دنقل وغيرهم من رموز الإبداع الحديث . وربط بين إبداعاتهم وحركة المجتمع والتغيرات التي عاشها. عن أصداء ثورة 25 يناير في إبداعنا الحديث. سألنا د. الحجاجي: هل عبر الإبداع عن الثورة قال: بصراحة. لا نقدر الآن أن نكتب أي شيء عن الثورة إلا الخواطر التي تميلها المعايشة السريعة عما حدث في 25 يناير حتي الآن المبدع يشاهد الحدث وبعد زمن معين من الاختمار يعطي إبداعه هذا حدث في الثورة الفرنسية تشارلز ديكنز كتب عن الثورة بعد سنوات. وكذلك كتب فيكتور هوجو. بعد أن عاش الحدث. وحدث تغيير من الكلاسكية إلي الرومانسية بعد ثلاث سنوات من ثورة 25 يناير لم يظهر ديوان شعري جديد. ما ظهر مجرد صوت حماسي مرهون بأحداث الثورة لا توجد أي قصيدة تعبر عن هذا الحدث الكبير في المسرح كيف تظهر مسرحية جيدة في مناخ الفوضي ؟ كيف تكتب رواية جديدة لشاب تعبيراً عن لحظات يتجاوزها المجتمع؟ لم نجد كاتباً يعارض فكر أو أسلوب الرواية تالموجودة حاليا؟ ما كتب في الستينيات مثل "اللص والكلاب" يعبر عن القوة الآن الحرافيش وأولاد حارتنا عبرتا عن روح الثورة إلي الآن لم نجد من يكتب عن روح جديدة. هي روح الثورة ربما يظهر - فيما بعد عبقري يكتب عن الثورة قلنا : هل عبر الوجدان الشعبي عن الصورة؟ قال: الوجدان الشعبي يتشكل ويتجدد باستمرار . وظروفنا تحتاج إلي مراجعة شديدة. وإلي إعادة نظر . ثمة البطل الصادق. والبطل الأفاق. والأبطال الأشرار. وثمة الشطار وشخصيات نسميها أبطالا في أيام الثورة دخل بيتي في الأقصر بعض اللصوص. ودخنا يمينا ويسارا وفي آخر مرحلة أصدرت الشرطة قراراً بتمكيني . وقيل هذا قرار يمكنك . لكنه لا يسمح لك بدخول البيت . وتساءلت : كيف ؟.. هذا بيتي ولكي أدخل بيتي قالوا لابد من رفع قضية جديدة. وأنا صاحب حق فماذا أفعل؟! العدل موجود لكن القانون لا يعطيني حقي يبقي اللوم علي من؟ نحن نعيش أزمة ضمير . هناك ناس تحاول الوقوف بجوارك وإذا كانت الشرطة لا تملك . فمن الذي يملك إذن؟.. ثورة 25 يناير كشفت أشياء كثيرة في هذا المجتمع. قلنا: ماذا عن الحركة الثقافية الآن . وهل تعبر عن هذه التغيرات؟ قال : أين التليفزيون بقنواته المتعددة أين الأدب في التليفزيون . والمؤسسات الثقافية؟ أين الحركة الثقافية ؟ أين الناس الذين يعبرون عن الأزمة الآتية؟ كي تصرخ وبعد فترة يبدأ الفن؟ نحن - كما قلت - نحتاج في المستقبل إلي فنان كبير . وساعتها يظهر الناس الذين يتلقون إبداعه. حدث هذا في فترات التحول. كما في حالة نجيب محفوظ ويوسف إدريس ومحمد جبريل. قلنا أنت مبتعد منذ فترة عن الحركة الثقافية .. الأمسيات والندوات وغيرها؟ قال: بداية لا يوجد حركة ثقافية في مصر . ما يوجد ندوات تناقش كتاب هذا أو ذاك . أنا أمارس أنشطة داخل جامعتي . نعمل متمرانا ولدينا دراستنا وطلابنا . أكتب بقدر الإمكان وهناك كتاب سأنتهي منه قريبا عن الأسطورة عند نجيب محفوظ هل يصبح أن ألف وأدور علي الحركة الثقافية وأنا غير مؤمن بها ؟ لقد كبرت علي الوقوف علي الأبواب. ثبت أن الندوات لم ينتج عنها شيئاً حقيقياً فقط عليك أن تكتب كلمتك في الخمسينات كان لدينا حركة شعرية ضخمة وحتي أوائل عام 2000 لا يوجد لدينا حركة شعرية فقط لدينا أدونيس وأنسي الحاج. هناك أزمة طاحنة نحن أمة قامت بثورة أعتبرها انتقاماً إلهياً من الذين ظلموا.