كل مواطن في الأمتين العربية والاسلامية يعيش الآن حالة خاصة من الفرح العلني منذ التوقيع علي اتفاق المصالحة بين فتح وحماس. هذا الاتفاق الذي انهي 4 سنوات من الخلافات والتقاتل بين ابناء الشعب الواحد الذي نجحت اسرائيل في تمزيقه مرتين: مرة بعد ان سرقت فلسطين عام 1948 ومرة أخري بدق اسافين حتي حدث ما حدث عام .2007 وقد لعبت اسرائيل دائما علي وتر الخلافات العربية من ناحية ثم الخلافات الفلسطينية- الفلسطينية من ناحية أخري. ظلت 4 سنوات تستغل النزاع الذي وصل إلي حد الدم بين فتح وحماس وتقسيم الفلسطينيين إلي فتحاويين في رام الله وحمساويين في غزة اسوأ استغلال. كانت تردد دوماً: مع من نتفاوض؟ وأين السلطة الوطنية الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني؟.. وهي تعلم ان "لم الشمل" الفلسطيني من المستحيلات.. أو هكذا هيئت الأرض لهذا المستحيل. وكنا نتوسل للفلسطينيين ان يتصالحوا ويوحدوا مواقفهم واهدافهم لنسف الذريعة الاسرائيلية وتعرية تل ابيب امام العالمين.. وكلما تهيأت الأرض للحل كان للأسف يتم نسفه بفعل فاعل. أياً كانت الاسباب التي حالت دون المصالحة طوال السنوات الماضية.. فقد تمت وبرعاية مصرية وعلي أرض مصر التي احتضنت القضية من المهد وحملت اوزارها واخطاءها وخطايا بعض قادتها.. ووجهت صفعة مدوية علي "قفا" اسرائيل.. وهو ما جعل القادة الصهاينة يخرجون عن وقارهم الزائف ويظهرون ما تغمره قلوبهم المريضة ونفوسهم الفاجرة. بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الاسرائيلية وصف اتفاق المصالحة بأنه ضربة قاسية للسلام ونصر عظيم للإرهاب!! ويسرائيل كاتس وزير النقل والمواصلات الاسرائيلي قال ان المصالحة اغلقت الباب بشدة أمام فرص السلام ووصف الموقعين علي الاتفاق من حماس بأنهم أناس كانوا ضالعين في الإرهاب. ولا ادري أي باب كان مفتوحاً علي أرض الواقع؟ وأي سلام وارهاب يقصدان؟ هل يقصدان المفهوم الاسرائيلي الخاص للسلام بما يعني فرض شروط اسرائيل دون ان يكون للفلسطينيين حق الاشتراط بالمثل.. أو ان تأخذ اسرائيل كل شيء دون ان تعطي الفلسطينيين أي شيء.. أو هو السلام التفصيل علي مقاس اسرائيل وحدها؟ وهل يقصدان المفهوم الاسرائيلي والأمريكي والغربي عامة للإرهاب والذي يصنف المقاومة المشروعة للاحتلال ضمن المنظمات الإرهابية؟ اذا كانا يقصدان ذلك.. فملعون أبو هذا السلام التفصيل.. ومرحباً بالإرهاب.. أقصد المقاومة. باختصار.. لقد تعرت الآن اسرائيل وسقط من يدها السبب الوحيد الذي كانت تتشدق به أمام العالم ويحول دون التفاوض واعلان الدولة الفلسطينية الا وهو الانقسام الفلسطيني. وحدة الصف والكلمة والهدف.. هي سلاح الفلسطينبين الآن.. لتحقيق الحلم.. فلسطين موحدة والمستقلة وعاصمتها القدس.. بإذن الله.