الآن أصبح الوقت مناسباً للإلتفات إلي مشروعاتنا الحيوية وتفعيلها والإلتفاف حولها. وأنا علي يقين انه ليس هناك ملف اسخن من ملف المياه. وخاصة بعد فشل مفاوضاتنا مع اثيوبيا حول سد النهضة واستغاثة المفاوضين بالقادة السياسيين للتدخل بعد تعنت أديس ابابا ورفضها لكل المقترحات!! واللجوء إلي الفضائح - وهي سلاح العاجز - بالتصعيد الدولي لعرقلة تمويل السد علي اساس ان انشائه غير مطابق للمواصفات طبقا لتقرير الخبراء الدوليين. قد يؤدي إلي اتهام مصر بالسكوت عن المخالفات الإثيوبية لفترة طويلة مقابل عدم المساس بحصتها. الحل في متناول أيدينا وليس ببعيد عنا وفي رأيي ليس هناك بديل عنه. فإما هو أو الموت عطشا. بشرا وارضا ووطناً..!! هذا الحل هو المشروع الذي أعلن عنه الدكتور إبراهيم الفيومي رئيس مشروعات تنمية افريقيا ويخص الربط بين نهري النيل والكونغو للإستفادة من مياه نهر الكونغو التي تذهب هباء في المحيط. المشروع - كما يقول الدكتور الفيومي - سيتم تنفيذه برؤس أموال مصرية خالصة. بطرحه للاكتتاب الشعبي ومشاركة رجال الأعمال الوطنيين. لإنه مشروع أمن قومي وليس مشروعاً قومياً. وقد تم رفض المنح الأجنبية حفاظا عليه. ويلقي القبول والدعم من الفريق السيسي. والربط بين النهرين سيترتب عليه توفير مالايقل عن 120 مليار متر مكعب من المياه المهدرة من نهر الكونغو والتي تقدر بحوالي 42 ألف متر مكعب في الثانية الواحدة. وقد اكدت الدراسات أن هناك تماساً لحوضي النهرين. وأن نهر الكونغو نهر محلي وليس دوليا مما يسهل من إجراء المشروع بما لا يتعارض مع اتفاقات المياه الدولية. هذا المشروع سيحول مصر من صحراء إلي واحة. تحقق الإكتفاء الذاتي في الغذاء وتصدر الفائض. وسيولد طاقة كهربائية هائلة. وينشئ خطوطاً نهرية بيننا وبين افريقيا لزيادة التبادل التجاري. وأخيرا سيحد من البطالة لأنه سيفتح مجالاَ كبيراً للشباب أثناء انشائة ثم العمل بالزراعة وبالصناعات القائمة عليها. وفي المقابل نحن مطالبون بإحتضان الكونغو وإحتوائها خشية تدخل رباعي الشر - أمريكا وإسرائيل وقطر وتركيا - لإيقافه وأفشاله. فعلينا تقديم فرص تعليمية لطلابها بجامعاتنا ومعاهدنا. والسماح لمرضاها بالعلاج بمستشفياتنا ومراكزنا العلاجية. ومد جسور الثقافة والتجارة بينها وبيننا. دور الإعلام كبير. فعليه يقع عبء الحشد لذلك المشروع وابراز فوائده. وللدولة ايضا دور في تجييش الشباب ودعوة المصريين بالخارج للعودة لبناء مصر الحديثة والرائعة.. فهذا المشروع من الممكن ان يكون بوابة المستقبل لنا. لو اخذنا الأمور مأخذ الجد وعملنا بنفس الحماس الذي نتحدث به!! كنا ننتظر الفرصة. وهاهي قد جاءتنا علي طبق من ذهب. فهل نستطيع أن نستغلها. وهل نستطيع ان نكون..؟!