عقدت الجمعية العربية لدراسة أمراض السكر والميتابوليزم مؤتمرها السنوي الثامن بحضور ومشاركة أكثر من ثلاثة آلاف من أطباء السكر والغدد والباطنة وطب الأسرة والأطفال من مختلف الجامعات والمستشفيات المصرية والعربية والعالمية. تناولت جلسات المؤتمر عدة موضوعات منها الجديد في تشخيص وعلاج السكر والسمنة ومضاعفاتها وأمراض الغدد الصماء وهشاشة العظام والتغذية الإكلينيكية والقدم السكري ومضاعفات السكر علي الكليتين ومضاعفات السكر علي الجهاز الهضمي ومرض ارتفاع ضغط الدم والعلاقة بين هذه الأمراض وكيفية تأثيرها علي الصحة والحديث في العلاج والوقاية من مضاعفاتها. قالت الدكتورة إيناس شلتوت رئيس الجمعية والمؤتمر وأستاذ الباطنة والسكر: إن مرض السكر أصبح وباء من حيث سرعة انتشاره بين البالغين وأيضاً بين الشباب والأطفال حيث إن ثلث عدد المواليد بعد عام 2000 سيصيبون بمرض السكر في المستقبل. وقد أعلن الاتحاد الفيدرالي للسكر عن الزيادة المخيفة التي حدثت وستحدث في المستقبل من حيث ارتفاع أعداد المصابين بالمرض فعدد مرضي السكر في العالم الآن 380 مليون مريض ومن المتوقع أن تزداد هذه الأعداد بحلول عام 2030 إلي 552 مليون مريض مما يشكل زيادة مخيفة في أعداد مصابي هذا المرض الذي يؤدي إلي الإصابة بالمضاعفات الخطيرة إذا لم يتم علاجه بشكل سليم وهذه هي الزيادة المتوقعة التي ستحدث إذا لم يتم اتخاذ إجراءات قوية وعاجلة لمنع انتشار المرض. أضافت: وعالمياً هناك 13 مليون مريض بالسكر لا يعلمون إصابتهم بالمرض وبالتالي فهم لا يتناولون علاجاً لمرض اما بالنسبة لمصر فأصبحت في المركز التاسع من حيث عدد المصابين بمرض السكر ويصل عدد المصابين إلي أكثر من سبعة ملايين ونصف المليون مصاب بالمرض خلال 2013 ومن المتوقع أن يصل العدد إلي 4.122 مليون بحلول عام 2030 لتصبح مصر في المركز الثامن عالمياً والسبب في ذلك هو زيادة معدلات الإصابة بالسمنة وتعتبر مصر من أعلي البلدان من حيث انتشار زيادة الوزن والسمنة حيث إن 70% من السيدات المصريات و50% من الرجال المصريين مصابون بزيادة في الوزن بسبب تناول كميات كبيرة من السعرات الحرارية علي شكل سكريات ونشويات ودهون. تناول كميات قليلة من الألياف علي شكل خضراوات وفاكهة بينما لا تمارس الرياضة ولا تخلو الأسر المصرية من شاب أو طفل مصاب بمرض السكر والمشكلة الأكبر أن نصف مرضي السكر في مصر لا يعلمون أنهم مصابون بالسكر أو يعلمون بذلك ويتجاهلون هذه الإصابة وبالتالي لا يتلقون العلاج والعناية الكافية. مما يعرضهم للإصابة بالمضاعفات العديدة. ومن هنا كان التأكيد علي الدور المهم الذي تقوم به الجمعيات الطبية والأهلية في مصر والتي تتنوع أنشطتها في عدة محاور منها الاهتمام برفع المستوي العلمي لشباب الأطباء عن طريق المؤتمرات الطبية والندوات والدورات التدريبية والمجالات الطبية أما بالنسبة للمرضي فيتم تقديم الدعم الطبي لهم وتقام لهم الندوات التثقيفية وللحد من انتشار المرض تتبني الجمعية حملة موسعة لاكتشاف المبكر للمرض وكذلك حملة لمنع الإصابة بمضاعفاته العديدة. كما أن الجمعية العربية لدراسة أمراض السكر والميتابويزم توجه جهودها لمواجهة انتشار المرض الوبائي الذي يعتبر الآن السبب الثاني للوفاة علي المستوي العالمي طبقاً لإحصائيات منظمة الصحة العالمية. كما تناول المؤتمر الأدوية الحديثة لعلاج السكر التي أصبحت تستخدم بأمان تام في مصر وتعمل علي تحفيز إفراز الأنسولين من البنكرياس بعد تناول الوجبات مباشرة وكذلك تقليل إفراز الجلوكوز من الكبد وتساعد علي فقدان الوزن عند استخدامها مع الميتفورمين. وهناك بعض الأدوية التي تؤثر علي مراكز الشهية في المخ وتسبب الشعور بالامتلاء وبالتالي تساعد علي فقدان الوزن وأغلب هذه الأدوية آمنة تماماً علي مرضي الكبد وبالتالي يمكن استخدامها في مرض فيروس "سي" ومن المعروف أن نسبة الإصابة به من أعلي النسب عالمياً. وناقش المؤتمر أيضاً في جلساته مرض متلازمة الأبيض الذي ينتشر في مصر بسبب انتشار السمنة وبالذات سمنة منطقة البطن وعلاقة مرض السكر والأدوية المعالجة له بالإصابة بالسرطان حيث وجدت علاقة وثيقة بين السكر والإصابة بالسرطان وكذلك هناك أدوية سكر حديثة عن طريق الفم. قد تكون لها علاقة بالإصابة بسرطان الغدد وبالذات سرطان الغدة الدرقية. يوضح الدكتور رأفت رشوان رئيس شرف الجمعية مضاعفات مرض السكر علي القدمين والتهابات الأعصاب الطرفية والقدم السكري والتي قد تؤدي إلي إجراء البتر في بعض الأحيان والطرق التشخيصية الحديثة عن طريق الميكروسكوب المجهري والتي تؤدي إلي الوقاية في المراحل الأولي من المرض. وتحدث خلال المؤتمر الدكتور عمرو عبدالوهاب نائب رئيس المؤتمر عن التعاون بين الجمعية العربية لدراسة أمراض السكر والميتابوليزم وجمعيات دراسة السكر بالدول العربية المختلفة بمشاركة عدد كبير من رؤساء هذه الجمعيات وأن المؤتمر اهتم بدراسة أحدث أنواع الأدوية لعلاج مرض السكر ومرض ارتفاع ضغط الدم والدهون في الدم. وناقش المؤتمر أحدث التوصيات والأبحاث العالمية والتي يجب اتباعها عند العلاج وناقش الأدوية الحديثة لعلاج مرض السكر سواء عن طريق الفم أو عن طريق الحقن وبالرغم من فائدتها الكبيرة لبعض مرضي السكر إلا أنها قد لا تناسب بعض هؤلاء المرضي وبالتالي ننصح المرضي باستشارة الطبيب المختص قبل اللجوء للعلاج بهذه الأدوية الحديثة. أوصي المؤتمر بزيادة الأبحاث في مجال العلاجات الحديثة لمرضي السكر ونشر المعلومات الكافية عن التطور العلاجي عن طريق وسائل الإعلام المختلفة وكذلك عن طريق الأطباء المتخصصين وتعريف المرضي بأن زرع الخلايا الجزعية مازال في مرحلة البحث والتطوير وهو ليس علاجاً معتمداً لسكر بعد ولم يتم الموافقة عليه من السلطات الطبية الدولية مثل منظمة الأغذية والعقاقير أو المنظمة الأوروبية للدواء وتهيب توصيات المؤتمر بوزارة الصحة ونقابة الأطباء بأن تمنع أية إعلانات من شأنها أن تضلل مريض السكر المصري عن طريق إعلانات وهمية عن العلاج بزرع الخلايا الجزعية وكذلك أيضاً العلاج عن طريق الأعشاب غير المعلومة المصدر والتي قد تتسبب في أضرار جسيمة للمرضي.