بعد أيام من افتتاحه.. هجر المواطنون معرض السلع الغذائية الذي نظمته وزارة التموين والتجارة الداخلية في لجنة المساعدات الأجنبية بمدينة نصر بالتعاون مع وزارة الاستثمار والشركة القابضة للصناعات الغذائية ويستمر حتي بعد غد وبتخفيضات تتراوح بين 15 إلي 25%. شارك عدد من الشركات والمجمعات الاستهلاكية وعلي رأسها شركة النيل للمجمعات الاستهلاكية وشركة الأهرام وأسواق التنمية الزراعية التابعة لوزارة الزراعة بالاضافة إلي عدد من الشركات الخاصة. قال المواطنون ل"المساء" إن التخفيضات الذي أعلن عنها محمد أبوشادي وزير التموين هي للشو الإعلامي فقط ولا توجد تخفيضات حقيقية تتناسب مع دخول المواطنين. اشاروا إلي أن الاسعار داخل المعرض لا تقل عن خارجه بنسبة كبيرة. طالب التجار المشاركون بالمعرض بمد فترة المعرض حتي يوم المولد النبوي بدلا من 6 يناير لتحقيق أعلي هامش ربح خاصة في ظل الظروف الاقتصادية السيئة التي تمر بها البلاد. قال محمد دسوقي عامل بأسواق التنمية الزراعية إن التخفيضات وصلت لأكثر من 25% حسب نوعية السلعة! اشار ياسر علاء عامل بالمعرض الي أن كيلو اللحم البتلو البلدي يباع بسعر 46 جنيهاً بدلا من 55 وكيلو الضاني 62 جنيها بدلا من 70 فيما يبلغ سعر لحم الكيلو اللحم الكندوز 45 جنيها بدلا من 50 جنيها.. بينما بلغ سعر كيلو السجق 25 جنيهاً والكفتة 25 جنيهاً والبفتيك 40 جنيهاً. قال محمد حلمي وأحمد الأبيض عاملان بالمعرض ان المعرض يوجد به قسم خاص للبقالة تابع لشركة الاهرام للمجمعات الاستهلاكية.. مشيرين إلي أن سعر كيلو السكر المعبأ 5 جنيهات تتراوح أسعار الأرز من 3.5جنيه إلي 3.75 جنيه. المسلي الصناعي بسعر 15 جنيها. والصلصلة من 2.25 إلي 2.75 جنيه والزيت عباد الشمس بسعر 9.25 جنيه والزيت الخليط بسعر 8.75 جنيه وكيلو الطماطم بجنيه. البطاطس بسعر 3 جنيهات والكوسة ب3.5 والتفاح ب10 جنيهات والجزر ب1.25 جنيه والموز البلدي ب5 جنيهات. أبدت هدي محمد موظفة استياءها من جنون الاسعار التي ارتفعت بشكل كبير خاصة بعد ثورة 25 يناير.. مشيرة إلي أن ارتفاع الاسعار لا يطابق الزيادة الطفيفة في المرتب.. واتهمت التجار بالجشع والمغالاة في الاسعار وعدم مراعاة الظروف الاقتصادية. قالت الحاجة أم محمد ربة منزل ان الاسعار في المعرض لا تقل كثيرا عن الخارج ولا عزاء للفقراء.. وطالبت الحكومة بمراعاة المواطنين ورفع الاعباء من علي كاهل الاسر المهمشة والمعدومة بدلا من الاهتمام بالاعلان عن التخفيضات الوهمية والعبث بالمحتاجين. أكد مواطنو الإسكندرية ان التخفيضات التي أعلنت عنها المجمعات الاستهلاكية بمناسبة الاحتفالات بالعام الجديد وعيد الميلاد تخفيضات وهمية وتتم علي سلع ليست ضرورية لاحتياجاتهم اليومية. أشاروا إلي أن المجمعات حاولت أن تتحول إلي محلات سوبر ماركت ولكنها فشلت لانها لم تستطع جذب الزبائن إليها مؤكدا أن المولات التجارية تقدم السلع بأسعار أقل من المجمعات وبجودة أفضل لانها تتعاقد مع شركات الانتاج بكميات هائلة من السلع وبالتالي تحصل علي تخفيضات كبيرة من هذه الشركات. كانت "المساء الاسبوعية" قد رصدت بعض تخفيضات المجمعات ووصلت إلي 20 سلعة ومنها 55 جنيهاً لكيلو الجاموسي و45 جنيهاً لكيلو اللحم البرازيلي في حين ان الأول بالمولات ب48 جنيهاً والثانية ب40 جنيهاً وكيلو الفول بالمجمعات ب625 قرشا وبالمولات 550 قرشا وكيلو العدس ب7 جنيهات وفي المولات ب550 قرشاً وعبوة الزيت اللتر ب8 جنيهات وفي المولات تبدأ ب 725 قرشاً للزجاجة والدقيق عبوة 2 كيلو ب650 قرشاً والكيلو بالمولات يبدأ من 325 قرشاً. يقول محمد محمود "مهندس": المجمعات الاستهلاكية اكذوبة وفشلت في جذب الزبائن ودخلت المولات والقطاع الخاص منافساً حقيقياً في سحب البساط منها. ويري المهندس صلاح الحناوي" رئيس شعبة قطع غيار السيارات بالغرفة التجارية انه آن الأوان ان تترك الحكومة بيع السلع وتحديد أسعارها وتتفرغ هي للصناعات الاستراتيجية الثقفيلة وأن تضع السياسات العامة وتراقب من بعيد كيفية تنفيذها. يصف الحاج عادل بسكاوي بالمعاش الحكومة بالتاجر الفاشل والصانع السيئ مشيراً أن طريق عرض السلع بها سئ للغاية علي عكس المولات فضلا عن اسعارها أعلي من القطاع الخاص الذي نجح في جذب الزبائن حيث السلع دائما طازجة وذلك للسحب أولاً بأول علي عكس المجمعات التي نري السلع بها مركونة علي الرفوف. يتعجب د. طارق عبدالباسط فيقول: حتي اللحوم البلدية التي كانت تتميز بها المجمعات تباع بأسعار أعلي من المولات والقطاع الخاص. يلتقط طرف الحديث طلبه عبدالفضيل عامل فيقول: لقد اشتريت كيس عدس أصفر من المول بسعر 550 قرشا بينما سعره بالمجمعات 7 جنيهات فهل هذا معقول؟ كما أن المولات تقوم بصفة دورية بل كل ساعة بعمل تخفيضات وعروض علي السلع الضرورية مما يجعل الزبائن تتهافت عليها علي عكس المجمعات التي دائما تجدها بدون زبائن لأن الزبون يهمه شراء السلع بسعر أوفر وعليها سلع أضافية أخري. تؤكد المهندسة أسراء فتحي أن البائع في القطاع الخاص لديه فن التخاطب والابتسامة عند البيع علي عكس المجمعات التي تجد التكشيرة في استقبالة كما أن طريقة عرض البضائع والسلع "غبية" علي عكس القطاع الخاص الذي يستعين دائما بالخبراء والمتخصصين لعرض السلع. أما صبري حبيب مدير مجمع رشدي فيقول ان المولات والقطاع الخاص يضحكون علي الزبائن فهم يبيعون بأوزان أقل حتي يخفضون الاسعار وان السلع التي يعرضونها من شركات مجهولة المصدر علي عكس المجمعات. يعترف مدير المجمع بأن الخاص يبيع أكثر لأن لديه الحرية الكاملة في تخفيض السلع علي عكس المجمعات المقيدة بالقابضة بالشراء من شركات عامة معينة وهي تعتبر قيوداً عليها ويشير إلي أن الخاص يقوم بعمل تخفيضات دائما لانه يشتري من شركات تتيح له الحرية في التخفيضات في حين ان نفس الشركات ترفض لبيع للمجمعات بنفس اسعار الخاص والفرق ان الخاص يشتري بكميات أكثر من المجمعات لذلك الشركات تتهافت عليه وتقدم له أفضل العروض.