في ظل الحالة الأمنية غير المستقرة بالبلاد والتفجيرات التي تقع هنا وهناك.. أصبحت السيارات "المركونة" ولمدد طويلة في الشوارع تمثل شبحا للخطورة خوفا من استغلالها في عمليات تفجيرية في أية لحظة والأمثلة والاحداث كثيرة.. "المساء" رصدت الظاهرة وتسارع بعرضها علي المسئولين لعلها تجد حلا. اتفق خبراء الأمن ورجال المرور ورؤساء الاحياء علي خطورة هذه السيارات خاصة في ظل الوضع الامني الداخلي الذي يمر به الوطن. اللواء مدحت قريطم مساعد الوزير ومدير الإدارة العامة للمرور قال ان الوزير بدأت بالفعل في حملات مرورية لرفع هذه السيارات من الشوارع وتتلقي الوزارة أيضا بلاغات عديدة من المواطنين ويتم التحرك فورا لإزالتها بمجرد الإبلاغ واذا كانت بها أرقام يستدل علي صاحبها ويتسلمها والفترة لا تتحمل أرقاما يتم رفعها ووضعها في أماكن مخصصة. قال.... لابد أن تكون هناك توعية كافية للشعب وبمدي خطورة الحالة الأمنية وهذا ما يحدث خلال اللقاءات التليفزيونية لمديري الإدارات والمباحث والمرور. أما بالنسبة لمعدات رفع وإزالة هذه السيارات فالمحافظات عليها دور كبير في المساعدة بالمعدات مع المرور لأمنها لا تكفي عدد السيارات الكثيرة. توازن الشرطة * اللواء يسري الروبي الخبير الدولي للمرور والانقاذ والتدخل السريع في الحوادث قال: الشرطة تحاول أن تستعيد توازنها مرة أخري ويكون لها السيطرة علي جميع مرافق الدولة ولقد لاحظنا وجود نشاط مكثف لرجال المرور خلال الأيام الماضية وقد يكون مجهود غير كاف بسبب الأحوال الأمنية التي تمر بها البلاد من مشاهرات. أضاف انه لكي تستقر الأوضاع علي المواطن يكون له دور في مراقبة ما يحدث في الشارع وإبلاغ أي قسم شرطة تابع له بوقوف سيارة مجهولة لفترات طويلة دون التحرك.. وهناك مظاهر للشك بأن تكون بالقرب من هدف حيوي أو بجوار لجنة انتخابية أو محطة مترو أو بنك أو قسم شرطة لأن الذي يريد أن يقوم بعمل إرهابي يبحث عن الأماكن الهامة والحيوية. ويجب أن نعترف بأن المناخ العام يساعد علي ارتكاب أي جريمة أو عمل إرهابي وهناك ما يقرب من مليون مركبة بدون لوحات معدنية والشرطة مشغولة بما يحدث من أعمال شغب في الشوارع أو الجامعات أو تأمين للمنشآت الحيوية والمرافق لكن لا ينبغي أن تتقاضي عن مثل هذه الأمور لأنها قد تؤدي فيما بعد لمشاكل كبيرة. رؤساء الأحياء * اللواء ممدوح عطية خبير الأمن القومي قال إن التغلب علي هذه الظاهرة لا يقع علي عاتق رجال المرور وحدهم ولكن رؤساء الأحياء وأقسام الشرطة عليهم دور كبير لأنهم الأقدر علي معرفة أهم المناطق والشوارع التابعة للحي أو قسم الشرطة وهم الأكفأ علي المتابعة وتقدير الوقت الزمني لتواجد هذه السيارات سواء من فترات بعيدة أو قريبة. قال.... ان رجال البحث الجنائي في أقسام الشرطة يتقلون تدريبا عالي المستوي في كيفية مواجهة مثل هذه الأمور وكيف يتم إزالتها والأماكن البعيدة التي تتم نقلها إليها وإجراء حصر بأعدادها وعدد المسجلين. أضاف يجب أن ننتبه أن هناك زحفاً للجماعات الإهابية والتكفيرية التي تم إجهاض بعض تحركاتها في سيناء إلي الحدود مع ليبيا بل إمتد أثارها إلي قلب مصر ولها تأثير علي الوضع الأمني الداخلي لذلك يتطلب الأمر اليقظة من رجال الأمن لأن هذه السيارات من أهم الوسائل التي يتم إستخدامها في مثل هذه العمليات وهناك دور كبير علي الإعلام في توجيه الشعب علي أهمية الإبلاغ عن أي سيارة مجهولة متروكة منذ فترة طويلة ولم تتحرك ولم يتم التعرف علي صاحبها. * اللواء فاروق طه خبير أمني قال لابد من نشر الوعي الكافي بأهمية وخطورة الوضع الأمني الذي تمر به مصر في المرحلة الحالية وأن هناك أيادي خفية تحاول تمزيق الوطن لتظل في صراعات ومظاهرات حتي لا تنهض ولا تستقر الأوضاع لذلك لابد من توفير الأجهزة الحديثة التي تستطيع الكشف بداخل هذه السيارات. قال ان أقسام الشرطة ورؤساء الأحياء عليهم دور كبير في حصر أماكن تواجد هذه السيارات والبحث عن أصحابها أما السيارات التي لم يستدل علي أرقامها فيمكنهم معرفتها عن طريق رقم الشاسية الخاص بالسيارة والمرور التابع لها ولديهم الأماكن التي يتم نقل هذه السيارات إليها. * اللواء نبيل حليم رئيس حي شبرا قال إن السيارات القديمة الموجودة علي جانبي الطرق سواء الرئيسية أو الجانبية هي أحد المكونات أو الأدوات التي قد تستخدم في عمليات إرهابية وهناك أدوات أخري ذات خطورة كبيرة وهي صناديق القمامة فلا يوجد ما يمنع من استخدامها أيضا في أي عمل إرهابي فالفراغ الأمني يكون سببا في المخاطر وأي شئ قابل للتخريب. يضيف أن الحي قام يعمل حصر فعلي لهذه السيارات منذ عدة شهور وتم رفعها وبلغت حوالي 30 سيارة قديمة سواء من معروف أرقامها أو بدون أرقام والسيارات التي لم يستدل علي صاحبها يتم تحميلها وتدخل في مخازن إشغالات تتبع إدارة المرور وأما التي يتم الكشف عن أصحابها يتقدم بالمستندات الدالة علي ملكيتها للمرور ويستلمها فورا وتم تنفيذ حوالي 3 أو 4 حملات إزالة وكان يسبقها حصر شامل للسيارات المتروكة وأسماء الشوارع. طالب بمساعدة رؤساء الأحياء بالمعدات اللازمة بأعداد أكبر وتوفيرها حتي يتم رفع السيارات وتوفير الأماكن للسيارات التي يتم التحفظ عليها لأن عدد السيارات أكبر بكثير من قدرة المعدات الموجودة حاليا.