أثارت حملة مكافحة الفساد التي بدأت منذ الثلاثاء في تركيا واستهدفت مقربين من رئيس الوزراء الإسلامي رجب طيب أردوغان. ضجة سياسية تزيد وضع الأخير هشاشة عشية بداية سنة انتخابية حاسمة كما سلطت الضوء علي خلافاته المتفاقمة مع حليفه السابق ورجل الدين القوي فتح الله غولن. في أول تعليق علي القضية التي هزت النخبة الحاكمة في البلاد وباتت تمثل أكبر تحد لأردوغان. دعا غولن الله لينزل عقابه علي المسؤولين عن حملة تطهير ضباط الشرطة الذين شاركوا في تحقيقات الفساد. تفجّرت الفضيحة في أسوأ ظرف بالنسبة إلي أردوغان الذي باشر خلال الأيام الأخيرة الحملة الانتخابية لحزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه للانتخابات البلدية المقررة في آذار في مهرجانات ضخمة. اتهم أردوغان بعض السفراء في تركيا بالضلوع في "أعمال استفزازية" وسط تحقيقات فساد موسعة وجهت فيها اتهامات لأربعة وعشرين شخصا بينهم أبناء وزيرين. قال أردوغان لأنصاره في إقليم سامسون علي البحر الأسود "في هذه الأيام الأخيرة وبطريقة غريبة تورط سفراء في بعض الأعمال الاستفزازية. أقول لهم من هنا قوموا بعملكم وإذا ابتعدتم عن نطاق وظيفتكم فقد يدخلكم ذلك في نطاق سلطاننا القضائي. لن نكون مضطرين للإبقاء عليكم في بلادنا." أحجم أردوغان عن ذكر اسم غولن الذي يتمتع بنفوذ في دوائر الشرطة والقضاء بوصفه المحرك وراء التحقيقات لكن الخلافات احتدمت بين حركة غولن وأردوغان في الأشهر القليلة الماضية.