رغم تصريحات وزير التموين بضرورة وصول رغيف العيش المدعم للمواطنين بطريقة آدمية وتعبئته في أكياس ولكن الواقع الذي رصدته "المساء" له وجه آخر يتنافي مع تلك التصريحات الوردية. وعلي الرغم من دعمه بأكثر من 21 مليار جنيه سنوياً ليباع للمواطن ب5 قروش ولكن مشهد الطوابير ومعاناة المواطنين اليومية جعلتهم يضطرون لشراء الرغيف الطباقي ب25 أو 50 قرشا رغم ضيق ذات اليد وعدم قدرتهم علي ذلك.. ليغرد الدعم بعيدا عن مستحقيه وتضيع أموال الدولة. أكد المواطنون أن الرغيف المدعم ذهب لأصحاب المطاعم وبائعي الرصيف في ظل غياب الرقابة. يري أصحاب الأفران أن نظام توزيع الخبز الحالي فاشل.. والحكومة لا تصرف مستحقاتهم..! بينما يؤكد مفتشو التموين أن الغاء الدعم هو الحل الأمثل للقضاء علي مشكلة الرغيف!! يقول عاطف كمال صاحب مخبز بمنطقة بولاق أبوالعلا: حصة الدقيق تأتينا من الدولة مجانا وأنا اصرف 15 جوال دقيق وهي كمية غير كافية نظراً لان المنطقة بها العديد من المصالح الحكومية بالاضافة لأهل المنطقة وهذا من أسباب الزحام. يضيف: منذ ما يقرب من عام والدولة تعطينا حصة الدقيق مجاناً علي أن يقوم الفرن بانتاج 1100 رغيف بقيمة 55 جنيها "الرغيف ب5 قروش" علي أن تكون باقي التكلفة المقدرة 25 جنيها مصنعية للفرن علي كل شوال ليكون المبلغ 80 جنيها هي قيمة تكلفته كما حددت الحكومة وهذا مبلغ غير كاف ولابد من زيادة التكلفة لأن الاسعار في زيادة مستمرة فأردب الذرة ب90 جنيها بالاضافة لأسعار الكهرباء والمياه لذا نطالب بإعادة تقييم التكلفة كل 3 شهور. ويؤكد عاطف كمال أن مشكلة رغيف العيش في مصر لن تحل وستكون دائما مجالا لتبادل الاتهامات بين المواطن وصاحب الفرن يبيع الدقيق وتسريب العيش ليباع ب25 قرشا بالخارج. وحتي نقضي علي هذه المشكلة المزمنة لابد من قرار حاسم وجرئ من الدولة بإلغاء الدعم عن الخبز وتركه للعرض والطلب مثل الرغيف الفينو هنا فقط تتحسن جودة الرغيف بسبب المنافسة بين المخابز علي الزبون. يوضح محيي الدين عليوة "صاحب مخبز" أن مواصفات الرغيف غير مرضية للمواطنين ويضطر بعضهم من القادرين لشراء العيش الأجود من البائعين ب25 و50 قرشا ولابد من تحسين الرغيف حتي ولو بزيادة السعر من 5 قروش إلي 10 قروش ونحن نقوم بعمل ما من شأنه تحسين الخبز للمواطنين لكن نوعية الدقيق تتحكم في المنتج والمواطن دائما يدخل في مشاجرات كثيرة معنا لهذا السبب. يقول حمدي صابر صاحب فرن بشبرا أنه يحصل علي 22 جوالا والمخبز يعمل من 7 صباحاً حتي 8 مساء وهي مدة كافية للقضاء علي الزحام وكل مواطن يأخذ 20 رغيفا بجنيه فقط..! يؤكد نبيل علي مفتش تموين: تكلفة رغيف العيش 26 قرشا ويباع للمواطن ب5 قروش والفرق بين سعر التكلفة والبيع هو قيمة الدعم من الحكومة وهو مبلغ كبير جدا يثقل ميزانية الدولة والغني والفقير يستفيد من الدعم وهذا ليس إنصافاً وهو السبب في مشاكل الزحام أمام الأفران بالإضافة لتهريب العيش ليباع بأسعار أعلي علي الارصفة وايضا مشاكل الوزن والمواصفات. يضيف أن رفع الدعم عن رغيف العيش هو أسلم الحلول مع الوضع في الاعتبار الطبقة الفقيرة وإعطائهم بونات شهرية أو كارت لصرف العيش بأسعار مدعمة. يؤكد ان كافة الحكومات السابقة تعلم أن رفع الدعم هو الحل الأمثل ولكن ينقصها الشجاعة. يوضح عبدالله الطوخي مفتش تموين أن رغيف العيش أصبح قضية أمن قومي لمصر فنحن نستورد 80% من احتياجنا من القمح من الخارج ولابد من وضع حلول وضوابط غير المنظومة المطبقة حاليا وهي فاشلة بكل المقاييس وأصبح رغيف العيش مصدراً لتجارة رابحة ونحن كمفتشين لا نستطيع السيطرة علي كافة المخابز وذلك لقلة عددنا بالمقارنة بأعداد المخابز وأصحابها الجشعين الذين يقومون ببيع الرغيف ب25 قرشا علي الأرصفة علماً بأنه مدعم من الدولة. يضيف: لابد من عمل لجان علي أعلي مستوي من الخبرات لوضع سياسة جديدة لبيع رغيف الخبز تراعي وصوله للطبقة الفقيرة المستحقة. يقول رجب محمد كامل "عامل": أنا أقف يوميا أمام المخبز لما يزيد عن ساعتين لأحصل علي 20 رغيفا لأولادي بعد معاناة شديدة. يضيف: الخبز المتواجد علي الأرصفة معظمه مهرب من الأفران ويباع ب25 قرشاً وأيضا لأصحاب المطاعم ويخرج أمام أعيننا بكميات كبيرة دون أن نجرؤ علي الكلام أو الحديث لعدم تعرضنا للإهانة وللأسف: مفتشو التموين سامحهم الله لا يفعلون شيئا! تؤكد تهاني سيف النصر ربة منزل منذ ساعتين وأنا أقف في الطابور للحصول علي العيش وصاحب الفرن يقوم بتسريب العيش الجيد أمام أعيننا والسييء أو السحلة يباع لنا ونقوم بإعطاء بعض الاكراميات للعاملين بالفرن للحصول علي العيش الجيد. تضيف: يجب علي مفتشي التموين أو وزارة التموين الذهاب لنهاية شارع شبرا أو كوبري الليمون ليروا بأنفسهم العيش المدعم يباع ب25 قرشاً. مصطفي عبدالعال موظف: الطوابير متواجدة وهي نفس المعاناة وأقول للمسئولين إن دعم الدولة لرغيف العيش يذهب لأصحاب المخابز والمطاعم وباعة الأرصفة والمواطن كما هو دائما ضحية كل الممارسات الفاسدة. يضيف سامح سميح ومصطفي عبدالعال: أن الرقابة التموينية منعدمة علي المخابز.. وأصحابها قاموا باستبدال بيع الدقيق ببيع العيش مباشرة للتجار ليباع بسعر أعلي بالخارج. عبدالفتاح أحمد: الحكومة قامت بزيادة حصص الدقيق دون جدوي لاستيلاء التجار علي العيش ولابد من رقابة صارمة أو تفعيل نظام الكروت. يشير محمد زكي موظف: ان المواطن يضطر لشراء العيش ب25 أو 50 قرشا لتلبية احتياجات أسرته لكن من أين نأتي يوميا بثمنه علما بأن معظمه خارج من أفران مدعمة. أكد خالد ريان وحمدي السيد أن العيش متوفر ولكن نقف فترة طويلة لأن صاحب الفرن يقوم بإخراج طاولة عيش "80 رغيفا" كل ساعة. وفي مرات أخري يتعلل بأن الكهرباء مقطوعة علي غير الحقيقة. آمال السيد "موظفة": مواصفات العيش لم تتحسن وهو صغير الحجم جداً وأحيانا يكون غير صالح للاستهلاك الآدمي ويعلل ذلك أصحاب الأفران بأن الدقيق يأتي من قمح ملئ بالحشرات والأتربة وهذا ما يجعل مواصفات الرغيف غير جيدة.